220

Uṣūl al-wuṣūl ilā Allāh Taʿālā

أصول الوصول إلى الله تعالى

Publisher

المكتبة التوفيقية

Edition Number

الثانية

Publisher Location

القاهرة

Genres

إخوتاه، افهموا القرآن وتدبروه .. افتحوا قلوبكم وأسماعكم وأبصاركم له لقد كان المدرس يقول لنا:
إذا ذاكرت الموضوع من الكتاب فأغلقه ثم اكتب فى ورقة خارجية ما فهمته .. فهل سألت نفسك مرة بعد أن فرغت من التلاوة: ماذا فهمت؟، ما الذى انغرس فى قلبى من معانى القرآن؟، بماذا خرجت اليوم من القرآن؟
إن أكثرنا اليوم - أيها الإخوة - يأتى إلى القرآن وهو مغلق القلب تماما .. لا يريد أن يفتح قلبه، فلا ينتفع بالقرآن، لأنه لا يريد أن يتعب نفسه فى التدبر، ومن كانت حاله هكذا فإنه يأتى القرآن فلا يخرج منه بشىء، بل وربما خرج من جلسته وقد أصابه الملل من القرآن، لأنه يأتيه فى أوقات لا يكون قلبه فيها متهيئا، وفى ظروف لا تكون نفسه فيها هادئة.
إخوتاه، إن أردتم الحياة لقلوبكم، فلابد أن تفهموا مجمل القرآن وموضوع القرآن، ومراد القرآن .. لابد أن تتأملوا كلام الله وما يحويه، لتخرجوا منه بمعرفة الله وحب الله، وتقوى قلوبكم فى السير إلى الله.
يقول ابن القيم تحت عنوان " فائدة: محتوى خطاب القرآن ":
" تأمل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله، وله الحمد كله، أزمّة الامور كلها بيده ومصدرها منه ومردها إليه، مستويا على سرير ملكه،

1 / 232