مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا " (نوح: ٥ - ١٣).
قال أبو القاسم الغرناطى فى التسهيل لعلوم التنزيل: "ذكر أولا أنه دعاهم بالليل والنهار، ثم ذكر أنه دعاهم جهارا، ثم ذكر أنه جمع بين الجهر والإسرار، وهذه غاية الجد فى النصيحة وتبليغ الرسالة " اهـ.
وقال القاسمى فى محاسن التأويل: " بذل نوح غاية الجهد دائما بلا فتور ولا توان، وضاقت عليه الحيل فى تلك المدد الطوال " اهـ.
ويقول أخى فضيلة الشيخ سيد بن حسين العفانى - حفظه الله تعالى -:
" كفاح نبيل طويل: سلك نوح إلى آذان قومه وقلوبهم وعقولهم شتى الاساليب ومتنوع الوسائل فى دأب طويل، وفى صبر جميل، وجهد نبيل، ألف سنة إلا خمسين عاما .. ثم عاد إلى ربه ليقدم حسابه، ويبث شكواه، فى هذا البيان المفصل وفى هذه اللهجة المؤثرة.
وصورة نوح فى دعوته،وهو لا يمل ولا يفتر، ولا ييأس أيام الاعراض والاصرار، صورة لاصرار الداعية على الدعوة، وتحين كل فرصة ليبلغهم إياها، واصرارهم هم على الضلال.
ولم ينس نوح ﵊ الدعوة حتى حين حضرته الوفاة، فقد وصى ابنيه بـ " لا إله إلا الله " ونهاهما عن الشرك، وأمرهما بسبحان الله وبحمده.
وإن الانسان ليأخذه الدهش والعجب، كما تغمره الروعة والخشوع، وهو يستعرض هذا الجهد الموصول من الرسل - عليهم صلوات الله