140

Al-aʿyād wa-atharuhā ʿalā al-muslimīn

الأعياد وأثرها على المسلمين

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition

الثانية

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

٤ - روى ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب ﵁ قال: "من كان منكم متطوعًا من الشهر فليكن صومه يوم الخميس ولا يصوم يوم الجمعة، فإنه يوم طعام وشراب وذكر" ١.
فهذه الأحاديث تدل صراحة على أن الجمعة عيد من أعياد المسلمين، وممن ذكر أن من خصائص الجمعة كونها عيدًا ابن القيم والسيوطي وغيرهما ٢.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد سمى النبي ﷺ الجمعة عيدًا في غير موضع ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه من معنى العيد ٣.
وقال ابن رجب في معرض كلامه عن الأعياد فأما العيد المتكرر فهو يوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وهو مترتب على إكمال الصلوات المكتوبات، فإن الله ﷿ فرض على المؤمنين في كل يوم وليلة خمس صلوات وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام، فكلما كمل دور أسبوع من أيام الدنيا واستكمل المسلمون صلواتهم فيه شرع لهم في يوم استكمالهم وهو اليوم الذي كمل فيه خلق آدم وأدخل الجنة وأخرج منها، وفيه ينتهي أمد الدنيا وتقوم الساعة.
فالجمعة من الاجتماع على سماع الذكر والموعظة وصلاة الجمعة وجعل ذلك لهم عيدًا ٤.

١ المصنف لابن أبي شيبة، كتاب الصيام (٣/٤٤)، وأورده ابن حجر في الفتح (٤/٢٣٥)، وقال: إسناده حسن.
٢ انظر: زاد المعاد لابن القيم (١/٣٨١)، ونور اللمعة في خصائص الجمعة للسيوطي (١/٤٥٢) .
٣ اقتضاء الصراط المستقيم (١/٤٥٢) .

1 / 173