184

Ārāʾ Muḥammad Rashīd Riḍā al-ʿaqāʾidiyya fī ashrāṭ al-sāʿa al-kubrā wa āthārihā al-fikriyya

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Publisher

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Publisher Location

الكويت

Genres

هؤلاء دليلهم النقل لا غيره حيث تمسكوا بحديث حذيفة بن اليمان وغيره أن ماءه نار، وناره ماء بارد. (١)
ولا شك أن قول هؤلاء مخالف للصواب، ولما عليه ظاهر الحديث، ولما عليه جمهور أهل السنة والجماعة.
وقد رد الحافظ ابن حجر على هذا القول، حيث قال: «إن خوارق الدجال حقيقة وليست بخيالات ولا تمويهات، وهذه الخوارق من الأمور التي أقدره الله عليها فتنةً وابتلاءً للعباد، والدجال لا يمكن أن يشتبه حاله بحال الأنبياء، لأنه لم يثبت أنه يدعي النبوة حال ظهور الخوارق بين يديه، بل يكون ظهور الخوارق عند إدعائه الربوبية». (٢)
أما بالنسبة لقوله: «كيف يؤتي الله ﷿ الدجال هذه الخوارق لفتنة السواد الأعظم من عباده؟
فهذا سؤال ما كان ينبغي للشيخ رشيد ﵀ وغفر له، أن يسأله فإن الله ﷾ يسأل ولا يُسأل سبحانه، ومن نحن حتى نسأل الله كيف تفعل كذا وكذا؟ فالخلق خلقه والعبيد عبيده، يفعلُ ما شاء ومتى شاء ﷾ لا راد لأمره ولا معقب لحكمه.
ثم إننا لو فتحنا باب (كيف) و(لم) و(لماذا) لفتحنا على الدين وأهله باب شر لن يغلق، يلج منه كل مبغضٍ للدين وأهله، فاسد النية، خبيث

(١) النهاية في الفتن والملاحم (١٢٠/ ١)
(٢) فتح الباري (١٠٥/ ١٣)

1 / 192