118

The Desire for Reading and Seeking Knowledge

المشوق إلى القراءة وطلب العلم

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية؛ ١٤٢٢ هـ

Genres

وصدق القائل: «وكم حَسَراتٍ في بطونِ المقابرِ» . وأنت إذا نظت في سِيَر العلماء، وكيف حرصهم على اغتنام الزمان وتقييد الفوائد رأيتَ عجبًا!. * فهذا الإمام البخاري ﵀ (جَبَلُ الحِفْظ) يستيقظ مراتٍ كثيرة في الليل ليُقَيِّد الفوائد، قال راويته الفَرَبري: «كنت مع محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلةٍ، فأحصيت عليه أنه قام وأسْرَجَ يستذكر أشياءَ يُعلِّقها في ليلةٍ ثمان عشرة مرَّة» (١) . *وهذا الإمام الشافعي (٢٠٤) يحكي عنه صاحبُه الحُمَيْديُّ -لمَّا كانا بمصر- أنه كان يخرج في بعض الليالي فإذا مصباح منزل الشافعي مُسْرج، فيصعد إليه «فإذا قِرْطاس ودَوَاة، فأقول: مَهْ يا أبا عبد الله! فيقول: تفكّرت في معنى حديث -أو في مسألة- فخِفْت أن يذهب عَلَيَّ، فأمرت بالمصباح وكتبته» (٢) . * وقد مرَّ معنا خبر أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي، فلا نعيدُه (٣) . * وذكر ابنُ الأبَّار الحافظُ في «معجم أصحاب الصدفي» (٤) في ترجمة العلاَّمة أبي القاسم ابن ورد التميمي (٥٤٠) أنه كان لا يُوْتى بكتابٍ إلا نظر أعلاه وأسفله، فإن وجد فيه فائدة نقلَها في أوراق عنده، حتى جمع من ذلك موضوعًا.

(١) «السير»: (١٢/ ٤٠٤) . (٢) «آداب الشافعي ومناقبه»: (ص/ ٤٤- ٤٥) لابن أبي حاتم. (٣) (ص/ ٤٠) . (٤) (ص/ ٢٥) .

1 / 121