وبهذه الناحية موضع معروف، من أراد أن يتخذ فيه جنانًا، صرف إلى الموضع العناية بالتدمين والعمارة والسقى من النهر، فتنبت الأرض هناك بطبعها شجر التفاح والكمثرى والتين والرمان وضروب الفواكه، حاشا شجر التوت، من غير غراسةٍ ولا اعتمال. وهذا الموضع يعرف بأشكوني.
وتفسير لورقة باللطينى الزرع الخصيب وهذا الاسم وافق معناه، لأنها من المعاقل الخصيبة، وعلى نهرٍ مجراه إلى الشرق من هذا القطر، كما يختبر في أرض مصر، ولهذا النهر هناك مجريان، أحدهما أعلى من الثاني، فإذا احتيج إلى السقى به عولى بالسداد حتى يرقى المجرى الأعلى فيسقى به. وعلى هذا النهر نواعير في مواضع مختلفة، تسقى به البساتين، ويخرج منه الجداول العظيمة، يسقى الجدول عشرة فراسخ وأكثر. وطعام لورقة يبقى مطمرًا تحت الأرض عشرين عامًا لا يغير، وكثيرًا ما يجاح زروع بالجراد، ويزعم أهلها أنه كان فيها جرادة من ذهب طلسما لدفع مضار الجراد، فسرقت من هناك، فلم يزل الجراد من حينئذٍ ظاهرًا عندهم فاشيًا.
ويزعمون أن البقر كانت لا تفتل عندهم، ولا يقع عندهم فيها الموتان العام لها في بعض الأعوام، حتى وجد في بعض الأساس من مباني الأول ثوران من صخرٍ، أحدهما أمام صاحبه، ينظر إليه، فلما انتزعت من ذلك الموضع وقع الموتان في البقر عندهم ذلك العام.
وللورقة الفحص الذي لا يعلم في الأرض مثله، وهو المعروف بالفندون، المتصل بفحص شنقنيرة، ومسافة ذلك خمسة وعشرون ميلًا.