285

Ṣuwar al-iʿlām al-Islāmī fī al-Qurʾān al-Karīm – dirāsa fī al-tafsīr al-mawḍūʿī

صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي

Genres

الكلمة الطيبة
يقول الله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ (١)
وهذه الآية الكريمة، تُبْرِزُ عاليًا، المكانة السامية التي تحتلها كلمة التوحيد الكلمة الطيبة، التي تثمر جميع خصال الخير، وينتفع بها الناس أجمعين، وتتمتع بالثبات والرسوخ، كالشجرة الباسقة المثمرة، التي تعود على الناس بالنفع من كل زواياها.
وفي الآية تأصيل لمعنى خيرية الأمة وانتفاع الناس بها، وهي ثقافة سلام ومحبة ومودة، يتمثل حاملها هذه المعاني فيعيش من حوله ينعمون بفكر مستنير، وعمل رشيد، ونصح صادق.
الباب المفتوح، والرحمة المبذولة
يقول الله تعالى ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (٢)
والآية حث على المبادرة بالتوبة النصوح، وتقديم النفقة الطيبة، التي يقبلها رب العالمين سبحانه متفضلًا، وتنتهي الآية بالترغيب في عفوه سبحانه بذكر اسميه الكريمين جل شأنه التواب الرحيم، فيتوب على عباده التائبين، ويرحم ضعفهم.
وفي الآية تأسيس لثقافة الرجوع عن الخطأ وعدم التمادي فيه، والمسارعة إلى أوجه التكافل المختلفة، رغبة فيما عند الله من الثواب، وليس لمصالح فانية.
ومن الاستفهام لتنبيه العقول والأفهام، في القضايا المختلفة، ننتقل بمشيئة الله لصورة أخرى، من صور تنوع خطاب الإعلام الثقافي في القرآن الكريم وهي:
استخدام الأسلوب الإنشائي في الإعلام بحدود الحلال والحرام

(١) - سورة إبراهيم آية: ٢٤
(٢) - سورة التوبة آية: ١٠٤

1 / 280