126

The Depictions of Islamic Media in the Holy Quran - A Study in Thematic Interpretation

صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي

Genres

إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (١) فدعاهم سبحانه إلى الحوار، ووضع أصوله، وما يجب أن يجتمعوا عليه من توحيد الله وعدم الشرك به، وعدم اتخاذ الأنداد من دونه.
ورد عليهم مزاعمهم فقال ﷿ ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (٢)
ومثل هذا قوله سبحانه ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨)﴾ (٣) واجههم الله ﷿ بما يزعمون، ويفترونه من الكذب، ووضعهم في الموضع الذي يستأهلونه، فما هم إلا بشر من البشر، لا مزية لهم، إلا بتقوى الله، والحرص على طاعته، ثم هم في مشيئة الله تعالى، يغفر لمن شاء، رحمةً منه وفضلا، ويعذب من شاء، حكمةً منه وعدلا. ومن صور الحوار في القرآن:
ت- الحوار مع منكري البعث والنشور والحساب، وقد كانت هذه المسألة العظيمة من أعظم معضلات المواجهة بين الرسل وأقوامهم، وقد اشتدوا، واشتطوا في الإنكار والتكذيب، حكى الله عنهم فقال سبحانه ﴿وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا

(١) - سورة آل عمران، آية: ٦٤
(٢) - سورة البقرة، آية: ٨٠ - ٨٢
(٣) - سورة المائدة، آية: ١٨

1 / 121