The Crown: Comprehensive Collection of the Prophet's Hadiths
التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
Publisher
دار إحياء الكتب العربية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م
Publisher Location
مصر
Genres
أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ (^١)؟ وَذلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهذَا عِيدُنَا (^٢)». وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنىً تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ (^٣) وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُسَجًّى بِثَوبِهِ (^٤)، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكشَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْهُ وَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ».
وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ (^٥) فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (^٦) وَإِمَّا قَالَ تَشْتَهِينَ تَنْظُرِين (^٧)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ (^٨) وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ» (^٩) حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ (^١٠) قَالَ: «حَسْبُكِ» (^١١) قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَاذْهَبِي». وَفِي رِوَايَةٍ: جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي المَسْجِدِ فَدَعَانِي النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّذِي انْصَرَفْتُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ (^١٢). رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ.
• عَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: «مَا هذَانِ اليَوْمَانِ؟» قَالُوا:
(^١) سماه بذلك لأنَّهُ يلهي القلب عن ذكر الله، وأنكر عليها ما يفهمه من أن اللهو حرام.
(^٢) وسرورنا، فلا بأس بالقليل منه كالعرس الذي سيأتي إن شاء الله في النكاح.
(^٣) أي بالدف.
(^٤) مغطى به.
(^٥) الدرق جمع درقة وهي ما يتقي به المجاهد السلاح، والحراب جمع حربة.
(^٦) أن أنظر إلى لعبهم.
(^٧) تحبين النظر إليهم.
(^٨) وذقني على منكبه لأستتر به ﷺ، وفيه إشارة إلى بلوغها منه ﷺ ما لم يبلغه غيرها.
(^٩) دونكم: ظرف منصوب على الإغراء أي الزموا هذا اللعب يا بني أرفدة كأعمدة جد الحبشة الأكبر.
(^١٠) كفرحت: سئمت النظر إلى المهم.
(^١١) أي كفاك ذلك.
(^١٢) يزفنون: بياء فزاي فاء فنون كيضربون، أي يرقصون ويثبون بالسلاح وكانت تلك عادتهم في اللعب، ففيه منه ﷺ نهاية اللطف والرفق بالنساء، كما أن فيه طلبهم إلى نظر اللعب المباح، وسيأتي الغناء وتحرير حكمه في كتاب الأدب إن شاء الله.
1 / 305