The Critique and Clarification in Dispelling the Illusions of Khuzayran
النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
Publisher
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Publisher Location
فلسطين
Genres
فمحمول على حال خشية الرياء أو تأذّي الغير به؛ توفيقًا بين أحاديث الباب.
نقول: كنا نتمنى أن يذكر من أحاديث الرفع العامة ولو حديثًا واحدًا، حتى نحمل حديث «خير الذكر الخفي» (١) على حال خشية الرياء أو تأذِّي الغير (٢) .
_________
(١) مضى تخريجه.
(٢) قال أبو عبيدة: في سبب إيراد سعد للحديث يدلُّ عليه، فورد عند أبي عوانة والدورقي وابن السني وغيرهم: عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، قال: خرج عمرُ بن سعد إلى سعد، فقال -وهو بالعقيق-: إنك اليوم بقية أصحاب رسول الله ﷺ، وقد شهدتَ بدرًا ولم يبق فيهم أحدٌ غيرك، وإنَّما هو معاوية، فلو أنك أبديتَ للناس نفسكَ، ودعوتهم إلى الحق لم يتخلف عنك أحدٌ، فقال سعد: أقعد، حتى إذا لم يبق مِنْ عُمُري إلا ظمأ الدابة اضرب الناس بعضهم ببعض، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: خَيْرُ الرِّزقِ ما يكفي، وخُيرُ الذِّكر ما خَفِيَ.
قال أبو إسحاق الحربي في «غريب الحديث» (٢/٨٤٥-٤٥٦): «ذهب قوم إلى أنّ الذكر الدعاء، وقالوا: خيره ما أخفاه الرجل، والذي عندي أنه الشهرة، وانتشار خير الرجل، فقال: خيره ما كان خفيًا ليس بظاهر؛ لأنَّ سعدًا أجاب ابنه على نحو ما أراده عليه، ودعاه إليه من الظهور وطلب الخلافة، فحدَّثه بما سمع» ا. هـ. وانظر شرح الحديث -أيضًا- في «المقاصد الحسنة» للسخاوي (ص ٢٠٧) .
وأما قوله: «إلا ظمأ الدابة»، فقد قال ابن منظور في «لسان العرب» (١/١١٦): «يقال: ما بقي من عمره إلا قدر ظمء الحمار؛ أي: لم يبق من عمره إلا اليسير؛ لأنه يقال: أنه ليس شيء من الدواب أقصر ظمأ من الحمار، وهو أقل الدواب صبرًا على العطش» ا. هـ.
(تنبيه): قد يقال هذه الرواية، قد وصلها (عمر بن سعد)، ولكن رواية ابن أبي لبيبة أصح، قاله أبو زرعة، كما في «العلل» (٢/١٤٣) لابن أبي حاتم.
(فائدة): أخرج ابن المبارك في «الزهد» بسندٍ ضعيف، فيه أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، قال: قال رسول الله ﷺ: «اذكروا الله ذكرًا خاملًا، فقيل: وما الذكر الخامل؟ قال: الذكر الخامد» . وهو مرسل، ولو صحّ لشوّش على التفسير السابق، ولكان فيه ما يؤيد ما قرره الشارحان، والله الموفق.
1 / 40