225

Al-Furqān fī bayān iʿjāz al-Qurʾān

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

وعبادته والإقبال على طاعته باتباع نبيه الذي به تنشرح الصدور وتسْتنير القلوب، ولهذا خُلق الإنسان ونهايته إلى نتائج هذا العلم في الآخرة.
إن من يأكل رغيفًا أو تمرات أو شربة لبن ويحمد الله الذي رزقه وهو مسلم خير من مِلءْ الأرض من أعداء الله ورسوله من الكفار ولا يضرّ هذا المسلم أنه لا يعرف كيف يُخْبَز الرغيف ولا كيف ينمو الثمر ولا سبب تغير طعم اللبن ولا يعرف الميكروب ولا البكتيريا، ولا هذه الدقائق التي شُغِلَ بها من شُغِل لتحقيق قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ).
إن المؤمن له مطلب سامٍ رفيع وله هِمّة عليّة وله بصيرة يتطلّع بها من خلال حجب الغيوب إلى ما أعَدّه الله لأوليائه من النعيم المقيم وما أعدّه لأعدائه من العذاب الأليم يرجو رحمة ربه ويخاف عقابه إنه عن الهذيانات في شغل شاغل وهمٍّ واغِل.
والمؤمن متأدب بتأديب ربه ﷿: (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) ويعرف معنى قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وأن هذا التكريم يَرْبو به عن السفاسف.
قد هيؤك لأمر لو فطنتَ له ... فارْبأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

1 / 226