ذكر قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) وقوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ) وقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) وقوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ) وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) وقوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) وقوله تعالى: (وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) وقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ).
وهذه الآيات التي ذكر كلها في شأن آدم ﵇ كما سيظهر إن شاء الله.
قال ابن كثير في آية سورة الروم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ) الدالة على عظمته وكمال قدرته أنه خلق أباكم آدم من تراب، (ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) قال: فأصلكم من تراب ثم من ماء مهين، ثم تَصَوّر فكان علقه .. إلى آخر كلامه.
هذا هو المراد بقوله تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) أنه أصلكم وهو آدم ﵇، فالخطاب وإن كان للذرية فالمراد أصلهم.
أما الذرية فخلقهم الله من النُّطَف التي هي الماء المهين، وكم ذكر الله هذا في القرآن.