93

The Criterion Between Islam and Kufr

الحد الفاصل بين الإيمان والكفر

Publisher

الدار السلفية

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

Publisher Location

الكويت

Genres

وخلاصة هذا الأمر أن النطق بكلمة الكفر في الفتنة رخصة غيرها أولى منها، وأما قتل مسلم أو الاعتداء على عرضه باسم الاضطرار فغير جائز، وأما سبه أو تكفيره فالصحيح والعلم عند الله تعالى، أنه جائز شريطة الرجوع عن هذا بأول فرصة سانحة. وهنا يجب أن ننبه إلى قوله تعالى: ﴿ولكن من شرح بالكفر صدرًا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم﴾ (النحل: ١٠٦) . إلا أن المسلم في حالة الضرورة وغيرها يضيق صدرًا بالكفر وأهله، ويعلم أن القول الذي اضطر إليه إنما هو حال عارض، ورخصة عابرة، فإذا زال البلاء زالت. ومعنى هذا أن استساغة الفتنة والركون إليها وجعلها نهاية المطاف، وخاتمة السعي كفر بالله ﵎ وإبطال لجهاد المؤمن وسعيه. ولذلك قال الله ﵎ في شأن هؤلاء: ﴿ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين﴾ (العنكبوت: ١٠) .

1 / 101