165

Iʿtiqād aʾimmat al-salaf ahl al-ḥadīth

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

Publisher

دار إيلاف الدولية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

Publisher Location

الكويت

Genres

تعتبر من ناحية التكاليف وهو شيء نسبي بين المكلفين فذاك الشخص إيمانه أكثر من إيمان هذا، لأن ذلك كلف بشيء زائد لم يكلف به الآخر، والآخر غير مؤاخذ على تركه لأنه لم يكلف به لعدم قدرته عليه، فالغني عندهم أكثر إيمانًا من الفقير لأنه مكلف بأمر زائد وهو الزكاة١.
وإن المعصية لا اعتبار لها في زيادة الإيمان ونقصه، لأن الإيمان عندهم لا يتجزأ فالزيادة والنقصان في الكم الذي يكون بطاعات الجوارح وأما الكيف فلا زيادة فيه ولا نقصان لاستواء المكلفين في وجوب التصديق القلبي٢.
وبه قالت المرجئة والجهمية والكرامية بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأنه عبارة عن شيء واحد وهو التصديق والمعرفة والإقرار، إذ لو ذهب شيء منه لم يبق منه شيء فيكون شيئًا واحدًا يستوي فيه البر والفاجر٣. فالتصديق لا يقبل التفاوت عندهم لأن التفاوت فيه إنما هو لاحتمال النقيض وهو الشك وهو غير مفيد، وكذلك الإقرار غير قابل للتفاوت. وبه جزم الأشعري في قوله القديم٤.
وإليه ذهب أبو حنيفة وجمهور الحنفية كالطحاوي والماتريدية وكالنسفي والتفتازاني وملا علي القاري وغيرهم٥.
قال أبو حنيفة: فالإيمان لا يزيد ولا ينقص لأنه لا يتصور نقصانه إلا بزيادة الكفر ولا يتصور زيادته إلا بنقصان الكفر، وكيف يجوز أن يكون الشخص الواحد في حالة واحدة مؤمنًا وكافرًا، والمؤمن مؤمن حقًا والكافر

١ شرح الأصول الخمسة ص ٧٠٧، متشابه القرآن ١/ ٣١٢، ٠٣١٣ الإيمان لابن تيمية ص ٢١٠.
٢ الإيمان لابن تيمية: ص ٢١٠.
٣ مقالات الإسلاميين ١/ ١٩٨، أصول الدين للبغدادي ٢٥٢، شرح السنة للبغوي ١/٤١، الملل والنحل: ١/٨٨، لوامع الأنوار: ١/ ٤٢٤.
٤ أصول الدين ص ٣٤٨.
٥ انظر الماتريدية ١/ ٤٠٤ لشمس الدين السلفي الأفغاني- ﵀ وأسكنه فسيح جناته.

1 / 173