103

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Publisher

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Publisher Location

مصر

Genres

وقد نقض أقواله الإمامُ الدارمي في رده الشهير عليه، ولهذا فإني أقتصر هنا على ذكر ردِّ الإمام الدارمي على بشر المريسي في هذه المسألة ليكون الرد على الشيخ ردًّا على التلميذ. قال الدارمي ﵀: "فادعى المعارض في تفسيره أن ضحك الرب رضاه ورحمته ... وذكر أمورًا ثم قال: وأمَّا قولك إنَّ ضحكه رضاه ورحمته فقد صدقت في بعض، لأنَّه لا يضحك لأحد إلا عن رضى، فيجتمع منه الضحك والرضا، ولا يصرفه إلا عن عدو، وأنت تنفي الضحك عن الله وتثبت له الرضا وحده ... إلى أن قال: وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو يعلى أخبرنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله ﷺ قال: "ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره. قال أبو رزين: أيضحك الرب يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا". فهذا حديثك أيها المعارض الذي رويته وثبتَّه وفسرته، وأقررت أنَّ النبي ﷺ قد قاله، ففي نفس حديثك هذا ما ينقض دعواك وهو قول أبي رزين للنبي ﷺ "أيضحك الرب؟ " ولو كان تفسير الضحك الرضى والرحمة والصفح عن الذنوب فقط كان أبو رزين في دعواك إذن جاهلًا أن لا يعلم أنَّ ربه يرحم ويرضى ويغفر الذنوب؟ بل هو كافر في دعواك، إذ لم يعرف الله بالرضى والرحمة والمغفرة. وقد قرأ القرآن وسمع ما ذكر الله فيه من رحمته ومغفرته وصفحه عن الذنوب ما كان له فيه مندوحة عن سؤال النبي ﷺ: أيغفر ربنا ويرحم؟ إنَّما سأله عما لا يعلم لا عن علم ما علم وآمن به قبل. وقرأ القرآن فوجد فيه ذكره ولم يجد فيه ذكر الضحك. فلما أخبره النبي ﷺ أنَّه يضحك قال: "لن نعدم من رب يضحك خيرًا" ولو كان على تأويلك لاستحال أن

1 / 108