The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran
الفصل والوصل في القرآن الكريم
Publisher
منشأة المعارف بالإسكندرية
Edition Number
الثانية
Genres
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ ١ ﴿كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ كلام مستأنف جار مجرى التعليل بعد استئناف إبليس من الساجدين، كأن قائلا قال: ما له لم يسجد؟ فقيل: ﴿كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ ٢.
"ج" الاستئناف للتعجب:
وقد تنطوي الإجابة على تعجب، كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ ٣ يفسر الزمخشري: اللام جواب قسم محذوف، وهذه الجملة في حسن استئنافها غاية وفي أسلوبها قول القائل:
وجارة جساس أبأنا بنابها ... كليبا غلت ناب كليب بواؤها٤
وفي فحوى هذا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ التعجب، ألا ترى: ما أشد استكبارهم، وما أكبر عتوهم، وما أغلى نابا بواؤها كليب"٥.
"د" الاستئناف للتوكيد:
وذلك في قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ ٦. يقول الزمخشري المعتزلي: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ جملة مستأنفة مؤكدة للجملة الأولى، فإن قلت: ما فائدة هذا التوكيد؟ قلت: فائدته أن قوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ توحيد، وقوله: ﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ تعديل، فإذا أردفه قوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ فقد آذن أن الإسلام هو العدل والتوحيد، وهو الدين عند الله، وما عداه فليس عنده في شيء من الدين٧.
١ الكهف: ٥٠. ٢ الكشاف ٢/ ٤٨٧. ٣ الفرقان: ٢١. ٤ انظر ص٩٢ من الكتاب. ٥ الكشاف ٣/ ٨٨. ٦ آل عمران: ١٨ و١٩. ٧ الكشاف ١/ ٤١٨.
1 / 103