The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran
الفصل والوصل في القرآن الكريم
Publisher
منشأة المعارف بالإسكندرية
Edition Number
الثانية
Genres
٣- وتصل بين النقائض لعلاقة:
"وكذلك ينبغي أن يكون الخبر عن الثاني مما يجري مجرى الشبيه والنظير أو النقيض للخبر عن الأول. فلو قلت: "زيد طويل القامة وعمرو شاعر"، كان خلفا، لأنه لا مشاكلة، ولا تعلق بين طول القامة وبين الشعر، وإنما الواجب أن يقال: "زيد كاتب وعمر شاعر"، و"زيد طويل القامة وعمرو قصير"، ... وكذا السبيل أبدا، والمعاني في ذلك كالأشخاص١.
٤- الوصل ليس بحروف العطف فقط:
الوصل بـ "إنَّ":
يقول الجرجاني: "اعلم أن من شأن "إن" أن تغني غناء الفاء العاطفة وأن تفيد من ربط الجملة بما قبلها أمرا عجيبا، فأنت ترى الكلام بها مستأنفا غير مستأنف، ومقطوعا موصولا معا، أفلا ترى أنك لو أسقطت "إن" من قول الشاعر:
بكرا صاحبيَّ قبل الهجير ... إن ذاك النجاح في التبكير
ومثله قول بعض العرب:
فغنها وهي لك الفداء ... إن غناء الإبل الحداء
فانظر إلى قوله:
... ... ... ... ... إن غناء الإبل الحداء
_________
ولماذا لا يكون أبو تمام قد عمد إلى هذا التنافر بجامع أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية، ولعلاقة أن كرم أبي الحسين هو ما سيخفف عنه مرارة النوى، لأنه ما يبعد عن صاحبته إلا ليقصد أبا الحسين؟ انظر كتابي: "بديع التراكيب في شعر أبي تمام". ط دار منشأة المعارف، جملة القَسَم.
١ الدلائل ٢٢٥ و٢٢٦.
1 / 66