149

The Compendium of Fasting Rulings

الجامع لأحكام الصيام

Genres

وهو ما كان يفعله رسول الله ﷺ، فقد كان ﵊ لا يمرُّ عليه شهر دون أن يصوم أيامًا منه، ولم يُعرف عنه ﷺ أنه صام شهرًا كاملًا غير شهر رمضان، فعن عبد الله بن شقيق قال ﴿قلت لعائشة: أكان رسول الله ﷺ يصوم شهرًا كلَّه؟ قالت: ما علمتُه صام شهرًا كلَّه إلا رمضان، ولا أفطره كلَّه حتى يصوم منه، حتى مضى لسبيله ﷺ﴾ رواه مسلم (٢٧١٨) والنَّسائي وأحمد. وعن أبي سلمة قال ﴿سألتُ عائشة ﵂ عن صيام رسول الله ﷺ؟ فقالت: كان يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، ولم أره صائمًا من شهرٍ قط أكثرَ من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا﴾ رواه مسلم (٢٧٢٢) والبخاري وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة وأحمد وابن حِبَّان. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال ﴿ما صام رسول الله ﷺ شهرًا كاملًا قط غيرَ رمضان، وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم﴾ رواه مسلم (٢٧٢٤) والدارمي. ورواه الترمذي (٧٦٥) من طريق عائشة ﵂. صيامُ يوم بعد يوم: إنَّ أفضل صيام التطوع صوم يوم وإفطار يوم، وهو ما كان يفعله نبي الله داود ﵇، فلا صوم أفضل منه إلا صوم الفريضة، فلا ينبغي لمسلم أن يزيد عليه بل يقف عنده ولا يتجاوزه بحال من الأحوال. وقد وردت نصوص كثيرة تذكره وتبين فضله وتنهى عن الزيادة عليه، أذكر جملة منها تفي بالغرض:

1 / 149