250

Awdah al-Tafāsīr

أوضح التفاسير

Publisher

المطبعة المصرية ومكتبتها

Edition

السادسة

Publication Year

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

Regions
Egypt
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ﴾ أي القريبين منكم؛ لأنك لو قاتلت الأبعدين؛ لم تأمن غدر الأقربين. وذلك النظام من أدق فنون القتال؛ لتحمي ظهرك ممن يلونك من الأعداء ﴿وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ قسوة وشدة؛ ليكونوا عبرة لمن بعدوا عنكم من الكفار؛ وليتم أمر الله تعالى وإعلاء دينه
﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ﴾ من القرآن ﴿فَمِنْهُمْ﴾ أي من المنافقين ﴿مَّن يَقُولُ﴾ لأصحابه تعجبًا ﴿أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ﴾ السورة ﴿إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ بالله؛ ويقينًا بوحدانيته، وتصديقًا برسوله ﴿وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ بما أعده الله تعالى لهم من ثواب وأجر
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شك ونفاق ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ الرجس: القذر. وهو كل عمل يؤدي إلى العذاب؛ أي زادتهم كفرًا على كفرهم
﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ﴾ أي أو لا يرى هؤلاء المنافقون ﴿أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ﴾ ما أعده الله تعالى لهم من ثواب وأجر ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شك ونفاق ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ الرجس: القذر. وهو كل عمل يؤدي إلى العذاب؛ أي زادتهم كفرًا على كفرهم ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ﴾ أي أو لا يرى هؤلاء المنافقون ﴿أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ﴾ جعون ﴿وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ يتذكرون
﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ﴾ على الرسول ﵊ ﴿سُورَةٌ﴾ من القرآن ﴿نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ قائلين ﴿هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ﴾ من المؤمنين ﴿ثُمَّ انصَرَفُواْ﴾ من مجلس الرسول؛ معرضين عن سماع القرآن
﴿صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم﴾ بعد أن مهد لهم تعالى سبل الإيمان فأنكروها، وأبان لهم دواعي الحق فتنكروا لها، وأنزل عليهم آياته فانصرفوا عنها؛ بعد كل ذلك ﴿صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم﴾ جزاء لهم على انصرافهم؛ وهو كقوله تعالى ﴿فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ وقد يكون معنى قوله تعالى: ﴿صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم﴾ دعاء عليهم؛ كقوله ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ هذا شأن الزائغين المنصرفين؛ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ فأولئك ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾
﴿لَقَدْ جَآءَكُمْ﴾ أيها الناس ﴿رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ أي من جنسكم، وقرىء ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ بفتح الفاء؛ من النفاسة. أي من أشرفكم وأفضلكم، أو أكثركم طاعة وتقربًا إلى الله تعالى ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ﴾ شاق على نفسه ارتكابكم الإثم، وتعرضكم للهلاك والتلف والخسران؛ وهو من العنت؛ أي المشقة والحرج ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ﴾ أي حريص على إيمانكم وهدايتكم ونجاتكم

1 / 244