240

The Clear Insight at the Narrow Paths in the Authentic Collection

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

Publisher

دار سحنون للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

دار السلام للطباعة والنشر

Genres

كتاب الرقاق باب في الأمل وطوله وقع فيه قول عبد الله بن مسعود [١١٠: ٨، ٢٠]: (وخط خططًا صغارًا إلى هذا الَّذي في الوسط من جانبه الَّذي في الوسط). يعني إلى جميع جانبه؛ لأن الراوي لم يقل إلى بعض جانبه، فيكون من الخطوط ما هو داخل في المربع ومنه ما هو خارج عنه ليتم التمثيل؛ لأن بعض الآمال يحصل في الحياة وبعضها تحول دونه الوفاة. باب ما يُتَّقَى من فتنة المال فيه قول أُبَيِّ بن كعب [١١٥: ٨، ١٨]: (كنَّا نرى هذا من القرآن حتَّى نزلت ألهاكم التَّكاثر). الإشارة إلى قوله [١١٥: ٨، ١٦]: «لو أن لابن آدم واديًا من ذهب ...» إلخ. وقوله: «كنا نرى» إن ذلك صريح في أنهم ظنوا ذلك من تلقاء أنفسهم ولم يكن حاصلًا لهم بخير، ولا بما يقوم مقامه من قراءته مع القرآن في الصلاة أو نحو ذلك. ويحتمل أنهم ظنوا ذلك؛ لأنهم سمعوا رسول الله ﷺ يكثر من ذكرها حتى أن عبد الله بن عباس - وهو من صغار الأصحاب، ولم يكن كثير الملازمة لرسول الله ﷺ لصغره - حدَّث أنه سمعه من رسول الله ﷺ، فيظهر أن تكرر سماعهم ذلك من رسول الله ﷺ مع عدم وجود ما هو بمعناه في القرآن أوجب ظنهم أنه من القرآن. وقوله: «حتى نزلت ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾» غاية لقوله: (نَرَى)، أي فعند نزولها زال ذلك الظن وثبت أن ما ظنوه قرآنًا ليس من القرآن. ولعل وجه ذلك أنهم لما سمعوا ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ أدركوا بلوغ تلك الآية حدَّ الإعجاز في البلاغة بما فيها من إيجاز وغيره، فتفطنوا لخلو قوله: «لو أن لابن آدم

1 / 244