95

The Clarified Statement on Enjoining Good and Forbidding Evil

القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

Publisher

مؤسسة النور للطباعة والتجليد

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

وأكثر الآيات والأحاديث التي تقدمت في فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدل على مثل ما دل عليه حديث أبي بكر وحديث أبي ثعلبة ﵄. الثانية: الرد على من زعم أن آية المائدة تدل على الترخيص في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أوضح ذلك الصديق ﵁ في حديثه، فانقطع بذلك ما يتعلق به المداهنون في الآية الكريمة. الثالثة: أن المؤمن إذا قام بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم يقبل منه، ولم يكن له قدرة على الإلزام بالمأمور وإزالة المحظور، فعليه حينئذ بخاصة نفسه، ولا يضره من ضل. وقد روى ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي إمامة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا رأيتم الأمر لا تستطيعون تغييره، فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره» في إسناده مقال، ولمتنه شاهد من حديث أبي ثعلبة الذي تقدم ذكره قريبًا. ومعنى قوله «لا تستطيعون تغييره» أي: باليد أو اللسان. فأما التغيير بالقلب، فكل أحد يستطيعه، ومن لم يغير بقلبه بأن يبغض المعاصي ويكرهها ويمقت أصحابها فليس بمؤمن. وقد روى ابن أبي حاتم وغيره عن ابن مسعود ﵁ أنه قال: أن من بقي منكم سيرى منكرًا، وبحسب امرئ يرى منكرًا لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه إنه له كاره. ورواه البخاري في التاريخ الكبير مرفوعًا إلى النبي ﷺ

1 / 96