47

Bayān al-tawḥīd alladhī baʿatha Allāh bihi al-rusul jamīʿan wa-baʿatha bihi khātamahum Muḥammad ʿalayhi al-salām

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

Publisher

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Genres

وكمال أسمائه وصفاته، ولأنه ﷿ النافع الضار، العالم بأحوال عباده، السميع لدعائهم، الكفيل بمصالحهم جل وعلا، فهو المستحق لأن يعبد جل وعلا دون ما سواه ﷾، وقد أخبر سبحانه عن نوح وهود وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا لقومهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [هود: ٥٠] (١) فهذا مطابق لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] (٢) .
وقد أجاب قوم هود نبيهم ﵊ بقولهم: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الأعراف: ٧٠] (٣) . فقد علموا المعنى وعرفوه وهو: أن دعوة هود ﵊ تقتضي إخلاص العبادة لله وحده، وخلع

(١) سورة هود، الآية ٥٠.
(٢) سورة النحل، الآية ٣٦.
(٣) سورة الأعراف، الآية ٧٠.

1 / 49