وعلى الآخر فأربعة أقوال: الأول: أنه رمز الصحة يكتب دقيقًا لئلا يلتبس بالعبارة، ودفعًا لما يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط، والثاني: أنه مأخوذ من التحويل، والثالث: من الحائل، والرابع: إشارة إلى قولهم: الحديث.
والمعروف عند المحدثين أنه إذا انتهى القارئ إلى هذا الموقع يقول: ح بفتح الحاء المهملة، ويستمرّ في قراءة ما بعدها، انتهى مختصرًا.
قال الحافظ (^١) في "باب ظلم دون ظلم": هكذا وقع في النسخ صورة "ح"، فإن كان من أصل التصنيف فهي مهملة مأخوذ من التحويل على المختار، و[إن] كانت مزيدة من بعض الرواة فيحتمل أن تكون مهملة كذلك أو معجمة مأخوذة من البخاري؛ لأنها رمزه، أي: قال البخاري: وحدثني، انتهى.
قلت: ما أفاده الحافظ يختص بما وقع في "البخاري": "ومعمر نحوه"، والحاصل: أن عبد الله بن المبارك حدَّث عنه عبَّدان عن يونس وحده، وحدَّث [عنه] بشر عن يونس ومعمر معًا، أمَّا باللفظ: فعن يونس، وأما بالمعنى: فعن معمر، يعني: أن في لفظ "نحوه" إشارة إلى اختلاف بينهما في اللفظ، وهذا على ما هو المعروف عند أهل الأصول أنهم يقولون: "مثله" إذا اتفق الحديثان في اللفظ و"نحوه" إذا اتفقا في المعنى، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع" (^٢).
(أجود الناس) ولا ينافي هذا فقره ﵊؛ لأن فقره كان لشدة جوده، ولا يأتيه شيء إلا يجود به.
(وكان أجود ما يكون) حال كونه "في رمضان" برفع "أجود" اسم "كان" و"ما" مصدرية، أي: أجود أكوانه، و"في رمضان" سدّ مسدَّ الخبر، أو "أجود" مبتدأ مضاف إلى المصدر، و"في رمضان" خبره، والجملة خبر
(^١) "فتح الباري" (١/ ٨٧).
(^٢) "لامع الدراري" (١/ ٥١١).