¬داري. فقيل له: من هم يا أبَا عمرو؟ قال: هؤلاء الآرائيون أرأيتَ أرأيتَ" (^١).
ونشأت المعارضات الشعرية بين أهل الحديث وأهل الرأي، فحمي لذلك الخلاف، واستوثقت الخصومة، فهذا شاعر أهل الرأي يقول:
إذا ما النَّاسُ يومًا قَايَسُونا ... بآبدةٍ من الدُّنيا، طريفة
أتيناهم بمِقياسٍ صحيحٍ ... تِلادٍ، من طراز أبي حنيفة
فأجابه شاعر أهل الحديث قائلا:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس ... وجاء ببدعة هَنَّةٍ سخيفة
أتيناهم بقول الله فيها ... وآثار مُبرزة شريفة
فَكَمْ مِنْ فرجٍ محصنةٍ عفيفٍ ... أحل حرامه بأبي حنيفة (^٢)
والحق أن اختلاف المنهج والطريقة بين أهل الحديث وأهل الرأي، حَمَلَ بعضًا على اتهام بعض بمخالفة النصوص، والإعراض عن تحكيمها، وعدم النظر في دلالتها وأسرار ألفاظها (^٣).
(^١) انظر: المصدر السابق.
(^٢) المعارف لابن قتيبة (ص ١٦٩ - ١٧٠) ومن هذا الضرب شعر كثير مصنوع.
(^٣) تعمدت عدم إيراد ما يعيب به أهلُ الرأي أهلَ الحديث، اكتفاء بما ذكرته من مظاهر منافرة أهل الحديث لأهل الرأي - وذلك أشبه بموضوع "الإعراب" - وهذه لمحة خاطفة بما تعقب به أهلُ الرأي أهلَ الحديث، فمن ذلك:
- تعقب أهل الحديث في رواية الحديث الموضوع.
- جهل أهل الحديث بما يروون ووقوع اللحن والتصحيف فيه.
- تناقض أهل الحديث في الجرح والتعديل.
وقد أجاب أهل الحديث عن هذه التعقبات. وانظر: تأويل مختلف الحديث =