187

Al-Qawl al-mufīd ʿalā Kitāb al-Tawḥīd

القول المفيد على كتاب التوحيد

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الثانية

Publication Year

محرم ١٤٢٤هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما
........................................................................

قوله: "تبرك": تفعل من البركة، والبركة: هي كثرة الخير وثبوته، وهي مأخوذة من البركة بالكسر، والبركة: مجمع الماء، ومجمع الماء يتميز عن مجرى الماء بأمرين:
١- الكثرة.
٢- الثبوت.
والتبرك: طلب البركة، وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
١. أن يكون التبرك بأمر شرعي معلوم; مثل القرآن، قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ ١. فمن بركته أن من أخذ به حصل له الفتح، فأنقذ الله بذلك أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشر حسنات، وهذا يوفر للإنسان الوقت والجهد....، إلى غير ذلك من بركاته الكثيرة.
٢. أن يكون بأمر حسي معلوم; مثل: التعليم، والدعاء، ونحوه; فهذا الرجل يتبرك بعلمه ودعوته إلى الخير; فيكون هذا بركة لأننا نلنا منه خيرا كثيرا.
وقال أسيد بن حضير: "ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر"٢؛

١ سورة ص آية: ٢٩.
٢ من حديث عائشة رواه البخاري (كتاب التيمم١/١٢٥)، ومسلم (كتاب الحيض، باب التيمم١/٢٨٩) .

1 / 194