130

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الثانية

Publication Year

محرم ١٤٢٤هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من

والنبي ﷺ يقول: " إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين "١ وهذا إذا كنا على الوصف الذي عليه الرسول ﷺ وأصحابه، أما إذا كنا على وصف القومية، فإننا لو نزلنا في أحضانهم; فمن الممكن أن يقوموا ونكون في الأسفل. قوله: " ثم ادعهم ": أي: أهل خيبر، " إلى الإسلام "; أي: الاستسلام لله.
قوله: " وأخبرهم بما يجب عليهم ": أي: فلا تكفي الدعوة إلى الإسلام فقط، بل يخبرهم بما يجب عليهم فيه؛ حتى يقتنعوا به ويلتزموا. لكن على الترتيب الذي في حديث بعث معاذ. وهذه المسألة يتردد الإنسان فيها: هل يخبرهم بما يجب عليهم من حق الله في الإسلام قبل أن يسلموا أو بعده؟ فإذا نظرنا إلى ظاهر حديث معاذ وحديث سهل هذا; فإننا نقول: الأولى أن تدعوه للإسلام، وإذا أسلم تخبره. وإذا نظرنا إلى واقع الناس الآن، وأنهم لا يسلمون عن اقتناع; فقد يسلم، وإذا أخبرته ربما يرجع، قلنا: يخبرون أولا بما يجب عليهم من حق الله فيه; لئلا يرتدوا عن الإسلام بعد إخبارهم بما يجب عليهم، وحينئذ يجب قتلهم لأنهم مرتدون. ويحتمل أن يقال: تترك هذه المسألة للواقع، وما تقتضيه المصلحة من تقديم هذا أو هذا.
قوله: " لأن يهدي الله ": اللام واقعة في جواب القسم، وأن بفتح

١ من حديث أنس، رواه: البخاري (كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، ١/١٣٩)، ومسلم (كتاب الجهاد، باب غزوة خيبر، ٣/١٣٩) .

1 / 137