196

The Basics of Sunnah and Its Jurisprudence - The Prophetic Biography

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Edition Number

الطبعة الثالثة

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genres

الحديث فمعناه وحي من الله ﷿، ولكن لفظه وتركيبه من عنده ﵊، فكان يحاذر أن يختلط كلام الله ﷿ الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو. ٢ - كان النبي ﷺ يُسأل عن بعض الأمور فلا يجيب عليها، وربما مر على سكوته زمن طويل، حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن ذلك السؤال، طلب السائل وتلا عليه ما نزل من القرآن في شأن سؤاله. وربما تصرف الرسول في بعض الأمور على وجه معين، فتنزل آيات من القرآن تصرف عن ذلك الوجه، وربما انطوت على عتب أو لوم له. ٣ - كان رسول الله ﷺ أميًا، وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية، كقصة يوسف، وأم موسى حينما ألقت وليدها في اليم، وقصة فرعون، ولقد كان هذا من جملة الحِكَم في كونه ﷺ أميًا: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ (١). ٤ - إن صدق النبي ﷺ أربعين سنة مع قومه واشتهاره فيهم بذلك، يستدعي أن يكون ﷺ من قبل ذلك صادقًا مع نفسه بما لا يمكن أن يشك في صدقه فيما بعد ذلك، أهـ. وقال الدكتور مصطفى السباعي: إن الله إذا أراد لعبد أن يوجهه لدعوة الخير والإصلاح ألقى في قلبه كره ما عليه مجتمعه من ضلال وفساد. إن محمدًا ﵊ لم يكن يستشرف للنبوة، ولا يحلم بها. وإنما كان يلهمه الله الخلوة للعبادة تطهيرًا، وإعدادًا روحيًا لتحمُّل أعباء الرسالة. ولو كان ﵊ يستشرف للنبوة، لما فزع من نزول الوحي عليه، ولما نزل إلى خديجة يستفسرها عن سر تلك الظاهرة التي رآها في غار حراء. ولم يتأكد من أنه رسول إلا بعد رؤية جبريل يقول له: يا محمد أنت رسول الله. وأنا جبريل، وإلا بعد أن أكد له ولخديجة وورقة بن نوفل أن ما رآه في الغار هو الوحي الذي كان ينزل على موسى ﵊. * * *

(١) العنكبوت: ٤٨.

1 / 206