9

The Bad Effects of Fabrication in Hadith

الآثار السيئة للوضع في الحديث

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

العدد١٢٠

Publication Year

السنة ٣٥ - ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Genres

وقد تواترت الأخبار من التابعين على هذا الحكم، فهذا يحي بن معين (ت ٢٣٣) لما ذكر له حديث "من عشق وعف وكتم فمات مات شهيدًا"١ وهو من رواية سويد الأنباري، قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدًا ٢ وقال الشعبي (ت ١٠٤) وهو يخاطب كاذبين: "لو كان لي عليكم سبيل ولم أجد إلا تبرًا لسبكته ثم غللتكما به"٣. توبة الواضع وحكم روايته بعدها: لا خلاف بين العلماء أن توبة الواضع مقبولة، فمن تاب تاب الله عليه ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ ٤ ولكن مع قبول توبته هل تقبل روايته أم لا؟ يرى الإمام أحمد (ت ٢٤١) وأبوبكر الحميدي (ت ٢١٩) شيخ البخاري وغيرهم أنه لا تقبل روايته أبدا، قال أبو بكر الصيرفي (ت ٤٦٦): "كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر"٥، واختار النووي (ت ٦٧٦) القطع بصحة توبته وقبول روايته كشهادته، وحاله كحال الكافر إذا أسلم٦. وذهب أبو المظفر السمعاني (ت ٤٨٩) إلى أن من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من روايته٧.

١ الميزان ج٢ ص ٢٥٠. ٢ أنظر المجروحين ج٣ ص ٣٥٢. ٣ الكامل لأبن عدي ج٣ ص ٩٤٨. ٤ سورة الفرقان آية ٧. ٥ صحيح مسلم بشرح النووي ج١ ص ٦٩. ٦ صحيح مسلم بشرح النووي ج١ ص٧٠. ٧ نفس المصدر السابق ج١ ص ٧٠.

1 / 120