وإن كنت حاكمًا فاقتد بسنته وأعماله ﷺ، حين مَلَك أمر العرب، وغَلَب على آفاقهم، ودان لطاعته عظماؤهم، وذوو أحلامهم!
وإن كنت تعيش في وطن غير إسلامي، ذلك في رسول الله ﷺ أسوة حسنة، أيّام كان بمكة قبل الهجرة!
وإن كنت فاتحًا غالبًا، ذلك في حياته ﷺ نصيب أيام ظفره بعدوه في (بدر) وغيرها!
وإن كنت مصابًا فاعتبر به ﷺ في يوم (أحد)، وهو بين أصحابه القتلى، والمثخنين بالجراح!
وإن كنت معلِّمًا فانظر إليه وهو يعلّم أصحابه في صُفّة المسجد وغيرها!
وإن كنت متعلّمًا فتصور مقعده ﷺ بين يدي الروح الأمن جاثيًا مسترشدًا!
وإن كنت داعيًا ناصحًا مرشدًا أمينًا، فاستمع إليه ﷺ وهو يعظ الناس!
وإن أردت أن تقيم الحق، وتصدع بالمعروف، ولا ناصر لك، ولا معين، فانظر إليه بمكة، والطائف .. لا ناصر ينصره، ولا معين يعينه، وهو ﷺ يشكو إلى الله أمره، ومع كل ذلك يدعو إلى الحق، ويُعلن به!
وإن هَزَمْت عدوك، وخضّدت شوكته، واستتبّ لك الأمر، ولا ترى من عدوك خطرًا، فانظر إليه ﷺ يوم دخل مكة وفتحها!
وإن أردت أن تصلح أمورك، وتقوم على ضياعك، فانظر إليه ﷺ وقد مَلك من الغنائم ما ملك، كيف دبّر أمورها، وأصلح شؤونها، وفوّضها إلى من أحسن القيام عليها!
وإن كنت يتيمًا فانظر إلى يتمه ﷺ!