109

The Audio Explanation of Zad al-Mustaqni - Ibn Uthaymeen

الشرح الصوتي لزاد المستقنع - ابن عثيمين

Genres

ثم إن الجراب الذي رُمي به في خيبر وأخذه عبدُ الله بن المغفَّل ﵁ فالتَفَتَ فإذا النبي ﵊ خلفه يضحك وأكله (١٤)؛ جراب من شحم، ثم إن الشَّاة المسمومة التي أُهديت للرسول ﵊ في خيبر (١٥). كل هذا يدل على أن ما باشروه فهو طاهر ولَّا نجس؟ طلبة: طاهر. الشيخ: إذن تباح آنيتُهم، ولكن ورد في حديث أبي ثعلبة الخشني أن الرسول ﵊ قال: «لَا تَأْكُلُوا فِيها إِلَّا أَلَّا تَجِدُوا غَيْرَهَا؛ فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيها» (١٦). فهذا يدل على أن الأولى التَّنَزُّه، ولكن كثيرًا من أهل العلم حملوا هذا الحديث على أناس عُرِفُوا بمباشرة النجاسات من أكل الخنزير، ونحوه، فقالوا: إن هؤلاء مَنَعَ الرسول ﵊ من الأكل في آنيتهم إلا إذا لم نجد، فإننا نغسل ذلك، ونأكل فيها. وهذا الحمل جَيِّدٌ؛ لأن هذا مقتضى قواعد الشرع، وقد ثبت أن النبي ﷺ توضَّأ وأصحابُه توضَّؤوا من مَزَادَةِ امْرَأَةٍ مُشْرِكَةٍ (١٧)، وهي التي عبت الماء فيها وحملته (...). وقوله: (وَثِيابُهم)، أي: تُباح ثيابُهم، ويش معنى ثيابُهم؟ يعني: ما صنعوه أو ما لبسوه أو الأمران؟ الأمران، ثيابُهم التي صنعوها تحل، والتي صبغوها تحل، ما نقول: لعلهم صبغوها بصبغ نجس؛ أو نسجوها بمنساج نجس؛ لا الأصل الحل، وكذلك ما لبسوه من الثياب فإنه يحل لنا لُبْسُه، ولكن مَنْ عُرِفَ منهم بعدم التَّوَقِّي من النجاسات فإن الأولى التَّنَزُّه عن ثيابه بناءً على ما يقتضيه حديث أبي ثعلبة الخشني (١٢) ﵁.

1 / 109