Al-waṣf al-munāsib li-sharʿ al-ḥukm
الوصف المناسب لشرع الحكم
Publisher
عمادة البحث العلمي،بالجامعة الإسلامية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٥هـ
Publisher Location
بالمدينة المنورة
Genres
وقد وجه الآمدي دلالة الترتيب بالفاء على العلية في جميع الصور بقوله: "وذلك في جميع هذه الصور يدل على أن ما رتب عليه الحكم بالفاء يكون علة للحكم لكون الفاء في اللغة ظاهرة في التعقيب.
ولهذا فإنه لو قيل: جاء زيد فعمرو، فإن ذلك يدل على أن مجيء عمرو عقيب مجيء زيد من غير مهلمة ويلزم من السببية لأنه لا معنى لكون الوصف سببًا إلا ما ثبت الحكم عقيبه، وليس ذلك قطعًا بل ظاهرًا، لأن الفاء في اللغة قد ترد بمعنى الواو في إرادة الجمع المطلق، وقد ترد بمعنى ثم في إرادة التأخير مع المهلة كما سبق تعريفه غير أنها ظاهرة في التعقيب بعيدة فيما سواه"١.
وذكر العطار - بعد ذكر أمثلة الفاء - أنها "للسببية التي هي بمعنى العلية، ففي الأخير مثلًا المعنى، فبسبب سهوه سجد، وفي ذلك التنبيه على رد اعتراض العراقي٢ على المصنف بأن البيضاوي جعل الفاء مطلقًا من قبيل الإيماء وظاهر أن كلًا منهما صحيح ولا مشاحة في الاصطلاح مع أنه ما قاله المصنف التابع لابن الحاجب اقعد من قول البيضاوي التابع للمحصول٣.
وعبارة البيضاوي في المنهاج هي "الثاني: الإيماء وهو خمسة أنواع:
الأول: ترتيب الحكم على الوصف بالفاء وتكون في الوصف أو الحكم وفي لفظ الشارع، أو الراوي، مثاله: "والسارق والسارقة لا تقربوا طيبًا، زنى ماعز فرجم" ٤.
١ انظر: الأحكام للآمدي ٣/٢٣٥.
٢ هو: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أبو الفضل، المعروف بالحافظ العراقي، من كبار حفاظ الحديث، كردي الأصل، ولد في رازان من أعمال إربل، وتحول مع أبيه إلى مصر فتعلم بها ونبغ ورحل إلى الحجاز والشام وفلسطين وعاد لمصر (له مؤلفات جليلة منها: المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، ونكت منهاج البيضاوي في الأصول والتحرير في أصول الفقه، والألفية في المصطلح وغيرها) ولد سنة ٧٢٥هـ وتوفي بمصر سنة ٨٠٦هـ. الأعلام ٤/١١٩.
٣ انظر: حاشية العطار على المحلى ٢/٣٠٨.
٤ انظر: نهاية السول مع منهاج العقول ٣/٤٢-٤٣.
1 / 136