236

Manhaj al-Shaykh ʿAbd al-Razzāq ʿAfīfī wa-juhūduhu fī taqrīr al-ʿaqīda waʾl-radd ʿalā al-mukhālifīn

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

Genres

يقول الله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ﴾ المائدة: ٣.
ومعنى قوله تعالى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ المائدة: ٣: " ما ذبح لغير الله تعالى، وقصد به صنم أو بشر من الناس كما كانت العرب تفعل، وكذلك النصارى، وعادة الذابح أن يسمي مقصوده ويصيح به، فذلك إهلاله" (١).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: " قوله تعالى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ المائدة: ٣، ظاهره أنه ما ذبح لغير الله تعالى، مثل أن يقال: هذا ذبيحة لكذا، إذا كان هذا هو المقصود، فسواء لفظ به أو لم يلفظ" (٢).
القلوب أبلغ من عمل اللسان وهو الأساس في العبادات، والذبح لله عند القبور تبركًا بأهلها من وسائل الشرك المحرمة؛ لأنها تؤدي إلى الشرك الأكبر: "وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟ أي: الرجل الصالح؛ فإن عبادته هي الشرك الأكبر، وعبادة الله عنده وسيلة إلى عبادته، ووسائل الشرك محرمة؛ لأنها تؤدي إلى الشرك الأكبر، وهو أعظم الذنوب" (٣).
وهذا الصنعاني ﵀ يوضح هذا الأمر فيقول -مناقشًا شبهات من يذبح لغير الله-: " فإن قال: إنما نحرت لله، وذكرت اسم الله عليه، فقل: إن كان النحر لله فلأي شيء قربت ما تنحره من باب مشهد من تفضله وتعتقد فيه؟ هل أردت بذلك تعظيمه؟ إن قال: نعم، فقل له: هذا النحر لغير الله تعالى، بل أشركت مع الله تعالى غيره، وإن لم ترد تعظيمه فهل أردت توسيخ باب المشهد وتنجيس الداخلين إليه؟ أنت تعلم يقينًا أنك ما أردت ذلك أصلًا، ولا أردت إلا الأول، ولا خرجت من بيتك إلا قصدًا له" (٤).

(١) تفسير ابن عطية (٥/ ٢١).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٥٦٣).
(٣) فتح المجيد (ص ٢٤٣).
(٤) تطهير الاعتقاد (ص ٣٣)، ينظر: سبل السلام للصنعاني (٤/ ٢٢٥)، الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد (ص ٢٠، ٢١).

1 / 236