167

The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

Genres

سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجرّ أنهار الجنة) (١). قال الإمام ابن خزيمة (٢): معلقًا على هذا الحديث: " فالخبر يصرح أن عرش ربنا جل وعلا فوق جنته، وقد أعلمنا جل وعلا أنه مستوٍ على عرشه فخالقنا فوق عرشه الذي فوق جنته" (٣). ومعنى الاستواء: العلو، والارتفاع، والاستقرار، والصعود؛ كما قال ابن القيم: فَلَهُمْ عِبَارَاتٌ عليها أرْبَعٌ ... قد حُصِّلَتْ لِلْفَارِسِ الطَّعَّانِ وَهِيَ اسْتَقَرَّ وَقَدْ عَلا وَكَذِلكَ ارْ ... تَفَعَ الذي مَا فِيهِ من نُكْرَانِ وكذاك قد صَعِدَ الذي هُوَ رابِعٌ ... وأبُو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ الشَّيْبَانِي يَخْتَارُ هذا القَوْلَ في تَفْسِيِرِه ... أَدْرَى مِنَ الجَهْمِيِّ بالقُرْآنِ (٤). وقد أجمع السلف ﵏ على أن الله مستوٍ على عرشه، وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وسلف الأمة كثيرة منها: ما أجاب به الإمام مالك ﵀ السائل - عن قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ طه: ٥، كيف استوى؟. قال له: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة (٥).

(١) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب: درجات المجاهدين في سبيل الله، يقال: هذه سبيلي وهذا سبيلي رقم الحديث (٢٦٣٧). (٢) هو: الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري، كان إمامًا ثبتًا معدوم النظير، رحل إلى الشام والحجاز والعراق ومصر، وتفقه على المزني وغيره، توفي ﵀ سنة (٣١١ هـ)، وله مصنفات منها: كتاب التوحيد. ينظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (٢/ ٧٢٠)، سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٦٥)، وشذرات الذهب (٢/ ٢٦٢). (٣) التوحيد لابن خزيمة (١/ ٢٤١). (٤) النونية (١/ ٢١٥ - هراس). (٥) ينظر: الحلية لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (٦/ ٣٢٥،٣٢٦). وأخرجه أيضا الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص ١٧ - ١٨) من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٥١) من طريق عبد الله بن نافع عن مالك، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٤٠٨) من طريق عبد الله بن وهب عن مالك قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ٤٠٦، ٤٠٧): إسناده جيد وصححه الذهبي في العلو (ص ١٠٣)، وينظر: أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة لمحمد بن عبد الرحمن الخميس (ص ٢٩٠).

1 / 167