Thaqib Fi Manaqib

Ibn Hamza Tusi d. 560 AH
187

Thaqib Fi Manaqib

الثاقب في المناقب

Genres

فلما سمع الجاثليق (1) ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا (عليه السلام) عالم بالتوراة والإنجيل والزبور، فقالا: والله، لقد أتى بما لا يمكننا رده، ولا دفعه، إلا بجحود التوراة والإنجيل والزبور، وقد بشر به موسى وعيسى جميعا، ولكن لم يتقرر عندنا صحة أنه محمد هذا، وأما اسمه محمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون أنه محمدكم أو غيره.

فقال الرضا (عليه السلام): «احتججتم بالشك (2)، فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمد؟ أو تجدونه في شيء من الكتاب التي أنزلها الله تعالى على جميع الأنبياء غير محمد؟» فأحجموا عن جوابه، وقالوا: لا يجوز لنا أن نقر لكم بأن محمدا أنه محمدكم، لأنا إن أقررنا لكم بمحمد ووصيه وابنته وابنيه على ما ذكرتم أدخلتمونا في الإسلام كرها.

فقال الرضا (عليه السلام): «أنت يا جاثليق آمن في ذمة الله، وذمة رسوله أنه لا ينالك منا شيء تكره مما تخافه وتحذره».

قال: فأما إذا آمنتني، فإن هذا النبي الذي اسمه (محمد) وهذا الوصي الذي اسمه (علي) وهذه البنت التي اسمها (فاطمة) وهذان السبطان اللذان اسمهما (الحسن والحسين) في التوراة والانجيل والزبور.

قال الرضا «فهذا الذي ذكرته في التوراة والانجيل والزبور من اسم هذا النبي (ص)، وهذا الوصي، وهذه البنت، وهذين السبطين، صدق وعدل، أم كذب وزور؟».

قال: صدق وعدل، وما قال الله إلا الحق.

فلما أخذ الرضا إقرار الجاثليق بذلك، قال لرأس الجالوت:

Page 191