Thaqafa Islamiyy Fi Hind
الثقافة الإسلامية في الهند
Genres
وقدم الهند بعد قرون متطاولة حسن علي بن خليل الله بن أبي الحسن القمي الإسماعيلي نحو سنة 1257 وسكن ببلدة بمبي، ونصر الإنكليز في قتالهم الأفغان وأهل السند غير مرة، وادعى الإمامة فتبعه خلق كثير من الملاحدة، وكان لقبه في بلاد الفرس آغا خان وتولى الإمامة بعده ولده آغا علي ثم ولده محمد شاه، وهو في اعتقادهم الإمام الثامن والثلاثون ويسمونه الإمام الحاضر، ومن معتقداته ما نص عليه في نطقه في المحكمة ببلدة بمبي أنه يعتقد أن الله سبحانه ظهر في جسم علي - رضي الله عنه، وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم
رسول علي، وأنه لا يصلي أبدا، ولا يسير إلى مكة والمدينة والسامرة والكاظمين أبدا ولا يسير للحج والزيارة، وأنه لا يعتقد بالقرآن ولا يعتقد أنه كلام الله سبحانه، وله غير ذلك من الأقاويل الخبيثة، وأتباعه يعتقدون أنه مظهر الألوهية ويسجدون له ويبعثون إليه العشر والزكاة، وهم مئات ألوف في الهند خذلهم الله. (1-2) الكلام على مذهب الإسماعيلية (البواهير)
اعلم أن الإسماعيلية امتازت عن غيرها بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر، وهو ابنه الأكبر المنصوص عليه في بدء الأمر بالإمامة بعد والده جعفر بن محمد بن علي بن الحسين - عليه وعلى آبائه السلام - واختلف في موته في حياة أبيه؛ فمنهم من قال : إنه مات، وفائدة النص انتقال الإمامة منه إلى أولاده خاصة، فإن النص لا يرجع قهقرى، ومنهم من قال: إنه لم يمت، ولكنه أظهر موته تقية عليه حتى لا يقصد بالقتل. قالوا وبعد إسماعيل ولده محمد السابع التام، وإنما تم دور السبعة وابتدأ منه بالأئمة المستورين الذين كانوا يسيرون في البلاد سرا ويظهرون الدعاء جهرا، ولن تخلو الأرض قط من إمام قائم حي، إما ظاهر مكشوف وإما باطن مستور، وإذا كان الإمام مستورا فلا بد أن يكون حجته ودعاته ظاهرين، أما المستورون فأولهم محمد بن إسماعيل ثم عبد الله بن محمد ثم أحمد بن عبد الله ثم الحسين بن أحمد ثم ظهر المهدي القائم بأمر الله، وانحصرت الإمامة في أولاده نصا بعد نص، على إمام بعد إمام، ولهم اختلاف كثير في ترتيب الأئمة المتبوعين، وقد ظهرت دعوتهم في الهند في أيام المستنصر بالله العبيدي المصري.
قال سيف الدين عبد العلي الگجراتي في المجالس السيفية: إن المستنصر بعث عبد الله وأحمد إلى بلاد اليمن عند دعاة مذهبه، وأمرهم أن يبعثوهما إلى بلاد الهند، فدخل عبد الله في گجرات وسكن بكنبايت، وكان ملك تلك البلاد راجه جي سنگه الذي كان لقبه سده راج «بكسر السين المهملة» معناه ملك أهل الكرامة، وكان شديد التعصب على أهل الإسلام، فاختفى من الناس بكنبايت وكان يدعو الناس إلى مذهبه سرا، فأسلم على يده بعض الناس ثم أسلم بهارمل وزير تلك البلاد ثم أسلم جي سنگه وخلق كثير من الهند، فقدم نهرواله وسكن بها، وعلم يعقوب ابن الوزير بهارمل علم التنزيل والتأويل ونص له، فتولى الدعوة بعده يعقوب ودعى الناس إلى مذهبه بأمر دعاة اليمن، وبعث ابن عمه فخر الدين تارمل إلى باگر من أعمال دونگرپور فأسلم على يده خلق وقتل بها، ونص يعقوب لابنه إسحاق وهو لابنه علي وهو لحسين وهو لآدم وهو لابنه حسن بن آدم وهو لابنه ملا راج بن الحسن وهو لابنه جعفر، وكانوا كلهم تابعين لدعاة اليمن.
ثم انتقلت الدعوة من اليمن إلى الهند، فتولى الدعوة بها يوسف بن سليمان السده پوري، وسبب ذلك أنه سار إلى اليمن وأخذ علم التنزيل والتأويل عن عماد الدين إدريس بن الحسن اليمني، فنص له إدريس بالدعوة بعده ونص يوسف لجلال بن الحسن ونص الجلال لداود بن عجب شاه وهو لداود بن قطب شاه وهو لصفي الدين آدم بن طيب شاه وهو لزكي الدين عبد الطيب بن داود بن قطب شاه، وهو لعلي بن الحسن وهو لقاسم پيرخان وهو لقطب الدين داود بن قطب شاه المذكور وهو لشجاع الدين بن أحمد وهو لإسماعيل بن ملا راج وهو لزكي الدين بن بدر الدين وهو لموسى بن كليم الدين وهو لابنه نور الدين بن موسى وهو لبدر الدين بن آدم وهو لوجيه الدين بن حكيم وهو لابنه مؤيد الدين بن وجيه الدين وهو لزكي الدين بن بدر الدين وهو لسيف الدين عبد العلي بن زكي الدين وهو لعز الدين محمد بن جيون جي وهو لأخيه زين الدين جيون جي وهو لبدر الدين محمد بن سيف الدين وهو لنجم الدين عبد القادر وهو لحسام الدين عبد الحسين وهو لبرهان الدين محمد وهو لبدر الدين عبد الله وهو لسيف الدين الطاهر، وهو الرابع والخمسون من الدعاة في الترتيب عندهم ويسكن بمدينة سورت.
وأما ترتيب الأئمة عل مذهبهم: (1) فالوصي علي بن أبي طالب. (2) الإمام حسن بن علي. (3) الإمام حسين بن علي. (4) الإمام علي بن الحسين بن علي. (5) الإمام محمد بن علي بن الحسين. (6) الإمام جعفر بن محمد بن علي. (7) إسماعيل بن جعفر بن محمد. (8) محمد بن إسماعيل بن جعفر. (9) عبد الله. (10) أحمد. (11) حسين. (12) مهدي. (13) القائم. (14) المنصور. (15) المعز. (16) العزيز. (17) الحاكم. (18) الظاهر. (19) المستنصر. (20) المستعلي. (21) الآمر. (22) الطيب. فمنهم أربعة مستورون: عبد الله وأحمد والحسين والطيب.
وأما أصول علم الدعوة فهي مضبوطة عندهم في أربعة كتب، رسائل إخوان الصفا، وكتاب راحة العقل، وكتاب تأويل الدعائم، وكتاب المجالس المؤيدة. أما رسائل إخوان الصفا فإنهم يقولون: إنها من مصنفات أحمد بن عبد الله الإسماعيلي وربما نسبوها إلى جعفر الصادق - رضي الله تعالى عنه - ترويجا، وهي إحدى وخمسون رسالة، وقد صنفت بعد المائة الثالثة في دولة بني بويه، أملاها أبو سليمان محمد بن نصر البستي المعروف بالمقدسي وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني وأبو أحمد النهرجوري والوفي زيد بن رفاعة؛ كلهم حكماء اجتمعوا وصنفوا هذه الرسائل على طريق الفلسفة الخارجة عن مسلك الشريعة المطهرة، وفي فتاوى الشيخ ابن حجر ما نصه: «نسبها كثير إلى جعفر الصادق وهو باطل، وإنما الصواب أن مؤلفها مسلمة بن قاسم الأندلسي والله أعلم.» (1-3) الكلام على مذهب الإمامية الإثني عشرية
اعلم أن الشيعة الإمامية امتازت عن غيرها في إثبات الإمامة لاثني عشر رجلا من أهل بيت النبوة، وهم يشاركون الإسماعيلية في الستة ويخالفونها في السابع، فيقولون: إن الإمامة وصلت بعد جعفر بن محمد إلى ولده موسى بن جعفر المشهور بالكاظم ثم إلى ولده علي الرضا ثم إلى ولده محمد التقي ثم إلى ولده علي التقي ثم إلى ولده الحسن العسكري ثم إلى ولده محمد بن الحسن المهدي صاحب العصر والزمان، توفي أبوه وله ست سنين، فدخل سرداب الذي بسر من رأى وأمه تنظر إليه فلم يخرج إليها واختفى، وقد زعموا أنه يخرج في آخر الزمان فيملأ الدنيا قسطا وعدلا، وقد ظهرت دعوتهم في الهند في القرن الثامن، فأول من جاء بأرض الهند بذلك المذهب هو الشيخ علي الحيدري سكن بكنبايت من مدن گجرات، فأسلم على يده خلق كثير من أهل گجرات وتشيعوا كما في مجالس المؤمنين للقاضي نور الله التستري، وقد ذكره محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه، قال: بلغ محمد شاه تعلق أن الحيدري دعا للقاضي جلال الدين الذي خالف السلطان بمدينة كنباية، وذكر أيضا أنه بايعه فأمر بقتله فقتلوه.
ثم جاء شمس الدين العراقي إلى كشمير سنة 892 فتشيع بدعوته بابا علي البحار، ورجع إلى العراق بعد ثماني سنين، ثم عاد إلى كشمير وتشيع بعض الأمراء الكبار وبنى موسى زينه خانقاها
Unknown page