309

Tib al-madaq min tamarat al-awraq

طيب المذاق من ثمرات الأوراق

Publisher

مكتبة الجمهورية العربية، مصر

المنظومة على ذلك البحر المديد، وبدلت جنتها بنار الحرب التي كم تقول لها هل امتلأت وتقول هل من مزيد، ونفذ حكم القضاء وكم جرح خصم السيف في ذلك اليوم شهودا، واتصل الحكم بقضاء القضاة فلم يسلم منهم إلا من كان مسعودا، ووقع غالبنا في القبض من عروض حربهم الطويل، وتبدلت محاسن طرابلس الشام بالوحشة فلم نفارقها على وجه جميل، وتالله لم يدخلها المملوك في هذه الواقعة إلا مكرها لا بطل، وكم قلت لسارية العزم لما كشف لي عن مضيق سهلها يا سارية الجبل، ولم يطلق المملوك عروس حماته إلا جبرا أظهروا به كسره، والعلوم الكريمة محيطة كيف يكون طلاق المكره. يا مولانا:

بوادي حماة الشام من أيمن الشط ... وحقك تطوي شقة الهم بالبسط

بلاد إلى ما ذقت كوثر مائها ... أهيم كأني قد ثملت بإسفنط

ومن يجتهد في أن بالأرض بقعة ... تشاكلها قل أنت مجتهد مخطي

وصوب حديثي ماؤها وهواؤها ... فإن أحاديث الصحيحين ما تخطي

بمعصمها إن دار ملوي سوارها ... فما الشام بالخلخال أو مصر بالقرط

تنظم بالشطين در ثمراها ... عقودا لها العاصي رأيناه كالسمط

Page 67