Tazkiyat an-Nafs

Ahmad Farid d. 1450 AH
21

Tazkiyat an-Nafs

تزكية النفوس

Publisher

دار العقيدة للتراث

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به. - ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة، والمتابعة، والإحسان، ويشهد مع ذلك منةَ الله عليه فيه، وتقصيره فى حق الله. * * * أسباب مرضُ القلبِ والفتن التى تُعرض على القلوب هى أسباب مرضها، وهى فتن الشهوات والشبهات، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والإعتقاد. عن حذيفة بن اليمان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير، عودًا عودًا، بأى قلب أشربه نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلب على قلبين: قلب أسود مربادًا كالكوز مجخيًا، لايعرف معروفًا، لا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض لاتضره فتنة ما دامت السماوات والأرض " (١). فقسّم ﷺ القلوب عند عرض الفتن عليها إلى قسمين: قلب إذا عُرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسودّ وينتكس، وهو معنى قوله: " كالكوز مجخيًا " أى مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسودّ وانتكس عرض له من

(١) رواه مسلم (٢/ ٢٧٠، ٢٧٢) الإيمان. وقوله: " مُربادًا" المربد الذى لونه رُبدة وهى بين السواد والغبرة، و" المجخى " هو المائل عن الاستقامة والاعتدال.

1 / 23