217

Al-Taysīr bi-sharḥ al-Jāmiʿ al-Ṣaghīr

التيسير بشرح الجامع الصغير

Publisher

مكتبة الإمام الشافعي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Publisher Location

الرياض

بِهِ من المحامد (وَخيرا مِمَّا نقُول) بالنُّون أَي مِمَّا حمدت بِهِ نَفسك أَو استأثرت بِهِ فِي علم الْغَيْب عنْدك (اللَّهُمَّ لَك) لَا لغيرك (صَلَاتي ونسكي) عبادتي أَو ذبائحي فِي الْحَج وَالْعمْرَة (ومحياي) حَياتِي (ومماتي) موتِي أَي لَك مَا فيهمَا من جَمِيع الْأَعْمَال وَالْجُمْهُور على فتح يَاء محياي وَسُكُون يَاء مماتي وَيجوز الْفَتْح والسكون فيهمَا (٣ وَلَك رب تراثي) بمثناة ومثلثة مَا يخلفه الْإِنْسَان لوَرثَته فَبين أَنه لَا يُورث وَأَن مَا يخلفه صدقه لله (اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر ووسوسة الصَّدْر) حَدِيث النَّفس بِمَا لَا يَنْبَغِي (وشتات الْأَمر) تَفْرِقَة وتشعبه (اللَّهُمَّ أَنِّي أَسأَلك من خير مَا تجئ بِهِ الرِّيَاح وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا تجئ بِهِ الرّيح) سَأَلَ الله خير الْمَجْمُوعَة لِأَنَّهَا تجئ للرحمة وتعوذ بِهِ من شَرّ المفردة لِأَنَّهَا للعذاب (ت هَب عَن عليّ) وَلَيْسَ إِسْنَاده بِقَوي
(اللَّهُمَّ عَافنِي فِي جَسَدِي) سلمني من المكاره فِيهِ (وَعَافنِي فِي بَصرِي) كَذَلِك (واجعله الْوَارِث مني) بِأَن يلازمني حَتَّى عِنْد الْمَوْت لُزُوم الْوَارِث لمورثه (لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم سُبْحَانَ الله رب الْعَرْش الْعَظِيم الْحَمد لله رب الْعَالمين) أَي الْوَصْف بِجَمِيعِ صِفَات الْكَمَال لله وَحده على كل حَال (ت ك عَن عَائِشَة) وَإِسْنَاده جيد
(اللَّهُمَّ اقْسمْ لنا) اجْعَل لنا (من خشيتك) أَي خوفك (مَا) أَي قسما ونصيبا (يحول) يحجب وَيمْنَع (بَيْننَا وَبَين مَعَاصِيك) لِأَن الْقلب إِذا امْتَلَأَ من الْخَوْف أحجمت الْأَعْضَاء عَن الْمعاصِي (وَمن طَاعَتك مَا تبلغنَا بِهِ جنتك) أَي مَعَ شمولنا بِرَحْمَتك وَلَيْسَت الطَّاعَة وَحدهَا مبلغة (وَمن الْيَقِين مَا يهون) يسهل (علينا مصائب الدُّنْيَا) بِأَن نعلم أَن مَا قدرته لَا يَخْلُو عَن حِكْمَة ومصلحة وَأَنه لَا يفعل بِالْعَبدِ شَيْئا إِلَّا وَفِيه صَلَاحه (وَمَتعْنَا بأسماعنا وأبصارنا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا) أَي مدّة حياتنا (واجعله الْوَارِث منا) أَي اجْعَل تَمَتعنَا بهَا بَاقِيا عَنَّا موروثا لمن بَعدنَا أَو مَحْفُوظًا لنا ليَوْم الْحَاجة (وَاجعَل ثَأْرنَا على من ظلمنَا) أَي مَقْصُورا عَلَيْهِ وَلَا تجعلنا مِمَّن تعدّي فِي طلب ثاره فَأخذ بِهِ غير الْجَانِي (وَانْصُرْنَا على من عَادَانَا) ظفرنا عَلَيْهِ وانتقم مِنْهُ (وَلَا تجْعَل مُصِيبَتنَا فِي ديننَا) أَي لَا تصبنا بِمَا ينقص ديننَا من أكل حرَام أَو غَيره (وَلَا تجْعَل الدُّنْيَا أكبر هَمنَا) فَإِن ذَلِك سَبَب للهلاك (وَلَا مبلغ علمنَا) بِحَيْثُ يكون جَمِيع معلوماتنا الطّرق المحصلة للدنيا (وَلَا تسلط علينا من لَا يَرْحَمنَا) أَي لَا تجعلنا مغلوبين للظلمة والكفرة أَو لَا تجْعَل الظَّالِمين علينا حاكمين أَو من لَا يَرْحَمنَا من مَلَائِكَة الْعَذَاب (ت ك عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد حسن
(اللَّهُمَّ انفعني بِمَا علمتني) بِالْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهُ (وَعَلمنِي مَا يَنْفَعنِي) لأرتقي مِنْهُ إِلَى عمل زَائِد (وزدني علما) مُضَافا إِلَى مَا علمتنيه (الْحَمد لله على كل حَال) من أَحْوَال السَّرَّاء وَالضَّرَّاء (وَأَعُوذ بِاللَّه من حَال أهل النَّار) فِي النَّار وَغَيرهَا وَهَذَا الدُّعَاء من جَوَامِع الْكَلم (ت هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب
(اللَّهُمَّ اجْعَلنِي أعظم شكرك) أَي وفقني لإكثاره والدوام على استحضاره (وَأكْثر ذكرك) القلبي واللساني (وَاتبع نصيحتك) بامتثال مَا يقرّبني إِلَى رضاك ويبعدني من غضبك (واحفظ وصيتك) بملازمة فعل المأمورات وتجنب المنهيات (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه مَجْهُول
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك وأتوجه إِلَيْك بنبيك مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة) أَي الْمَبْعُوث رَحْمَة للْعَالمين (يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهت بك) أَي استشفعت (إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتي هَذِه لِتَقضي لي) أَي لتقضيها لي بِشَفَاعَتِهِ (اللَّهُمَّ فشفعه فِي) أَي اقبل شَفَاعَته فِي حَقي (ت هـ ك عَن عُثْمَان بن حنيف) قَالَ جَاءَ رجل ضَرِير إِلَى النَّبِي فَقَالَ ادعو الله أَن يعافيني قَالَ إِن شِئْت
٣ - (وَإِلَيْك مآبي) سَقَطت هَذِه الْجُمْلَة من خطّ الشَّارِح أه

1 / 218