163

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Publisher

مكتبة الإمام الشافعي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Publisher Location

الرياض

قَالَ لُقْمَان يَا بني عوّد لسَانك أَن يَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَإِن لله سَاعَة لَا يردّ فِيهَا سَائِلًا (وسلوا الله تَعَالَى) أَي اطْلُبُوا مِنْهُ قيَاما وقعودا وعَلى جنوبكم وَفِي حَال الشّغل بِالتَّصَرُّفِ فِي معاشكم (أَن يستر عوراتكم) جمع عَورَة وَهِي كل مَا يستحي مِنْهُ إِذا ظهر (وَأَن يُؤمن روعاتكم) أَي فزعاتكم جمع روعة وَهُوَ الْفَزع (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (الْفرج) بعد الشدّة (والحكيم) فِي نوادره (هَب حل) كلهم (عَن أنس) بن مَالك (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) رمز الْمُؤلف لضَعْفه وَقَول العامري حسن صَحِيح بَاطِل (اطْلُبُوا الرزق فِي خبايا الأَرْض) أَي التمسوه فِي الْحَرْث لنَحْو زرع وغرس فإنّ الأَرْض تخرج مَا فِيهَا مخبأ من النَّبَات الَّذِي بِهِ قوام الْحَيَوَان أَو المُرَاد اسْتِخْرَاج الْجَوَاهِر والمعادن وَفِيه أَن طلب الرزق مَشْرُوع بل رُبمَا دخل بعض الطّلب فِي حد الْفَرْض وَذَلِكَ لَا يُنَافِي التَّوَكُّل لأنّ الرزق من الله لكنه مسبب تسببا عاديا بِالطَّلَبِ (ع طب هَب عَن عَائِشَة) قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا حَدِيث مُنكر وَقَالَ الهيتمي ضَعِيف (اطْلُبُوا الْعلم) أَي الشَّرْعِيّ عَليّ وَجهه الْمَشْرُوع (وَلَو بالصين) مُبَالغَة فِي الْبعد (فإنّ طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم) وَهُوَ الْعلم الَّذِي لَا يعْذر الْمُكَلف فِي الْجَهْل بِهِ وَالْعلم سِتَّة أَقسَام فرض كِفَايَة إِذا قَامَ بِهِ الْبَعْض سقط الْحَرج عَن الْكل وَإِلَّا أَثم الْكل وَفرض عين وَهُوَ مَا يَحْتَاجهُ الْمُكَلف فِي الْفَرْض كوضوء وَصَلَاة وَصَوْم لَكِن إِنَّمَا يلْزم تعلم الظَّوَاهِر لَا الدقائق والنوادر وَمن لَهُ مَال زكوي يلْزمه تعلم أَحْكَام الزَّكَاة الظَّاهِرَة وَمن يَبِيع وَيَشْتَرِي يلْزمه تعلم أَحْكَام الْمُعَامَلَة وَمن لَهُ زَوْجَة يلْزمه تعلم أَحْكَام عشرَة النِّسَاء وَكَذَا من لَهُ قن وَكَذَا معرفَة مَا يحل وَيحرم من مَأْكُول ومشروب وملبوس وَعلم الْكَلَام فرض كِفَايَة لإِزَالَة الشُّبْهَة فَإِن ارتاب فِي أصل مِنْهُ لزمَه السَّعْي فِي إِزَالَته عينا وَعلم لقلب وَمَعْرِفَة أمراضه من نَحْو حسد وَعجب ورياء قَالَ الْغَزالِيّ فرض عين وَقَالَ غَيره من رزق قلبا سليما مِنْهَا كَفاهُ والأوجب تعلمه وَالثَّالِث مَنْدُوب كالتجر فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَالرَّابِع حرَام كالشعبذة والفلسفة والتنجيم وَالسحر وَالْخَامِس مَكْرُوه كأشعار الْغَزل والبطالة وَالسَّادِس مُبَاح كشعر لَا سخف فِيهِ وَلَا تثبيط عَن خير (عق عد هَب وَابْن عبد البرّ) أَبُو عَمْرو (فِي) كتاب فضل (الْعلم) كلهم (عَن أنس) بن مَالك قَالَ الْبَيْهَقِيّ مَتنه مَشْهُور وَأَسَانِيده ضَعِيفَة وَقَالَ غَيره يرتقي بِمَجْمُوع طرقه إِلَى الْحسن (اطْلُبُوا الْعلم وَلَو بالصين) وَلِهَذَا سَافر جَابر بن عبد الله رَضِي الله من الْمَدِينَة إِلَى مصر فِي طلب حَدِيث وَاحِد بلغه عَن رجل بِمصْر (فَإِن طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم) ثمَّ بَين مَا فِي طلبه من الْفضل بقوله (إنّ الْمَلَائِكَة تضع أَجْنِحَتهَا لطَالب الْعلم) أَي تبسطها لَهُ أَو تتواضع لَهُ تَعْظِيمًا لحقه أَو تنزل عِنْده وَتَدَع الطيران أَو تعينه وتيسر لَهُ أَو غير ذَلِك (رضَا بِمَا يطْلب) فِيهِ كَالَّذي قبله ندب الرحلة فِي طلب الْعلم وَطلب العلوّ فِيهِ (ابْن عبد البرّ) أَبُو عَمْرو فِي كتاب الْعلم (عَن أنس) بن مَالك وَفِيه كَذَّاب (اطْلُبُوا الْعلم يَوْم الِاثْنَيْنِ) لفظ رِوَايَة أبي الشَّيْخ والديلمي فِي كل يَوْم اثْنَيْنِ (فَإِنَّهُ ميسر لطالبه) أَي يَتَيَسَّر لَهُ أَسبَاب تَحْصِيله بِدفع الْمَوَانِع وتهيئة الْأَسْبَاب إِذا طلبه فِيهِ فَطلب الْعلم فِي كل وَقت مَطْلُوب لكنه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ آكِد قَالَ ابْن مَسْعُود اطْلُبُوا معيشة لَا يقدر السُّلْطَان على غصبهَا قيل وَمَا هِيَ قَالَ الْعلم (أَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (فرّ) كِلَاهُمَا (عَن أنس) بن مَالك وَفِيه ضعف لكنه متماسك (اطْلُبُوا الْحَوَائِج بعزة الْأَنْفس فَإِن الْأُمُور تجْرِي) أَي

1 / 164