Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Publisher
مكتبة الإمام الشافعي
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Publisher Location
الرياض
عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن ابْن عَبَّاس) وَإِسْنَاده حسن
(أَربع) أَي خِصَال أَربع كائنة (فِي أمتِي من أَمر الْجَاهِلِيَّة) أَي من أَفعَال أَهلهَا (لَا يتركونهنّ) حالان من الضَّمِير المتحوّل إِلَى الْجَار وَالْمَجْرُور ذكره الطَّيِّبِيّ (الْفَخر فِي الأحساب) أَي الشّرف بالإباء والتعاظم بمناقبهم (والطعن فِي الْأَنْسَاب) أَي الْوُقُوع فِيهَا بِنَحْوِ قدح أَو ذمّ (وَالِاسْتِسْقَاء بالنجوم) أَي اعْتِقَاد أَن نزُول الْمَطَر بِنَجْم كَذَا (والنياحة) أَي رفع الصَّوْت بندب الْمَيِّت وتعديد شمائله فالأربع مُحرمَات وَمَعَ ذَلِك لَا تتركها هَذِه الْأمة أَي أَكْثَرهم مَعَ الْعلم بتحريمها (م) فِي الْجَنَائِز (عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ
أَربع حق على الله تَعَالَى عونهم) أَي إعانتهم بالنصر والتأييد (الْغَازِي) أَي من خرج بِقصد قتال الْكفَّار لله (والمتزوّج) بِقصد عفة فرجه أَو تَكْثِير النَّسْل (وَالْمكَاتب) السَّاعِي فِي أَدَاء النُّجُوم لسَيِّده (والحاج) أَي من خرج حَاجا حجا مبرورا (حم عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ حَدِيث حسن
(أَربع دعوات لَا تردّ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي لَا يرد الله وَاحِدَة مِنْهَا (دَعْوَة الْحَاج) مَا دَامَ فِي النّسك (حَتَّى) أَي إِلَى أَن (يرجع) يَعْنِي يفرغ من أَعماله ويصدر إِلَى أَهله (ودعوة الْغَازِي) أَي من خرج لقِتَال الْكفَّار لإعلاء كلمة الله (حَتَّى يصدر) إِلَى أَهله أَي يرجع إِلَيْهِم (ودعوة الْمَرِيض حَتَّى يبرأ) من مَرضه (ودعوة الْأَخ لِأَخِيهِ) فِي الْإِسْلَام (بِظهْر الْغَيْب) أَي وَهُوَ غَائِب لَا يشْعر بِهِ وَإِن كَانَ حَاضرا فِيمَا يظْهر وَلَفظ الظّهْر مقحم وَمحله نصب على الْحَال من الْمُضَاف إِلَيْهِ (وأسرع هَؤُلَاءِ الدَّعْوَات إِجَابَة) أَي أسرعها قبولا (دَعْوَة الْأَخ لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب) لِأَنَّهَا أبلغ فِي الْإِخْلَاص (فر عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَربع) لَا تعَارض بَينه وَبَين قَوْله آنِفا آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث فقد تكون لشَيْء وَاحِد عَلَامَات كل مِنْهَا يحصل مِنْهَا صفته فَتَارَة يذكر بَعْضهَا وَأُخْرَى كلهَا (من كن فِيهِ كَانَ منافقا خَالِصا) نفاق عمل لَا نفاق إِيمَان كَمَا مر (وَمن كَانَت فِيهِ خصْلَة مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خصْلَة من النِّفَاق حَتَّى يَدعهَا) أَي إِلَى أَن يَتْرُكهَا (إِذا حدّث) أَي أخبر عَن شَيْء من ماضي الْأَحْوَال (كذب) لتمهيد معذرته فِي التَّقْصِير (وَإِذا وعد) بإيفاء عهد الله (أخلف) أَي لم يَفِ (وَإِذا عَاهَدَ غدر) أَي نقض الْعَهْد (وَإِذا خَاصم فجر) مَال فِي الْخُصُومَة عَن الْحق واقتحم الْبَاطِل ومقصود الحَدِيث الزّجر عَن هَذِه الْخِصَال على آكِد وَجه وأبلغه لِأَنَّهُ بَين أَن هَذِه الْأُمُور طلائع النِّفَاق وأعلامه وَقد تمكن فِي الْعُقُول السليمة إِن النِّفَاق أسمج القبائح فَإِنَّهُ كفر مموّه باستهزاء وخداع مَعَ رب الأرباب وعالم الْأَسْرَار وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى فِي شَأْنهمْ مَا قَالَ ونعى عَلَيْهِم بالخصال الشنيعة وَمثلهمْ بالامثال الفظيعة وجعلهم شَرّ الْكفَّار وأعدّ لَهُم الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار (حم ق ٣ عَن) عبد الله (بن عَمْرو) بن العَاصِي وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَبُو دَاوُد
(أَربع من كن فِيهِ حرّمه الله على النَّار) أَي نَار الخلود (وَعَصَمَهُ من الشَّيْطَان) أَي مَنعه مِنْهُ ووقاه بِلُطْفِهِ من كَيده (من ملك نَفسه حِين يرغب وَحين يرهب) أَي حِين يُرِيد وَحين يخَاف (وَحين يَشْتَهِي وَحين يغْضب) لِأَن الْملك للقلب على النَّفس فَمن ملك قلبه نَفسه فِي هَذِه الْأَحَايِين الْأَرْبَع حرّم على النَّار (وَأَرْبع من كن فِيهِ نشر الله تَعَالَى عَلَيْهِ رَحمته) أَي بثها عَلَيْهِ وَأَحْيَا قلبه بهَا فِي الدُّنْيَا (وَأدْخلهُ جنته) فِي الْأُخْرَى (من آوى مِسْكينا) أَي أسْكنهُ عِنْده وَكَفاهُ الْمُؤْنَة أَو تسبب لَهُ فِي ذَلِك (ورحم الضَّعِيف) أَي رق لَهُ وَعطف عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ (ورفق
1 / 137