208

Taysir

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Investigator

زهير الشاويش

Publisher

المكتب الاسلامي،بيروت

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Publisher Location

دمشق

قال القرطبي: والرباعية - بفتح الراء وتخفيف الياء، وهي كل سن بعد ثنية. قال النووي: وللإنسان أربع رباعيات. قال الحافظ: والمراد أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها. قلت: فظهر بهذا أن قول بعضهم: إنه شج في رأسه فيه نظر. قال النووي: وفي هذا وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لينالوا جزيل الأجر والثواب، ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم، ويتأسوا بهم. قال القرطبي: وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقون مربوبون، ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات، ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم. قوله: "يوم أُحد" جبل معروف إلى الآن، كانت عنده الواقعة المشهورة فأضيفت إليه. قوله: فقال: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ "١. زاد مسلم من طريق ثابت عن أنس "وكسروا رباعيته وأدموا وجهه" ٢. قوله: فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ . قال ابن عطية: كان النبي ﷺ لحقه في تلك الحال يأس من فلاح كفار قريش، فمالت نفسه إلى أن يستأصلهم الله، ويريح منهم. فقيل له: بسبب ذلك ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾، أي: عواقب الأمور بيد الله فامض أنت لشأنك، ودم على الدعاء لربك. وقال غيره: المعنى أن الله تعالى مالك أمرهم، فإما أن يهلكهم ﴿أَوْيَكْبِتَهُمْ﴾، ﴿أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ إن أسلموا، ﴿أَوْيُعَذِّبَهُمْ﴾ إن

١ البخاري: المناقب (٣٧٨٣)، ومسلم: الإيمان (٧٥)، والترمذي: المناقب (٣٩٠٠)، وأحمد (٤/٢٨٣،٤/٢٩٢) . ٢ مسلم: الجهاد والسير (١٧٩١)، والترمذي: تفسير القرآن (٣٠٠٢،٣٠٠٣)، وابن ماجه: الفتن (٤٠٢٧)، وأحمد (٣/٩٩،٣/١٧٨،٣/٢٠١،٣/٢٠٦،٣/٢٥٣،٣/٢٨٨) .

1 / 210