رأيتها في «الكرنك»، فلحظت أن الملك «هيرهور» - الذي كان في بدء أمره قسيسا - يمجدها مثل ما يمجد «آمون» و«مت» و«كونسو»، ووجدتها في «القرنة» فوق الإيوان الكبير في باحة الشمس، أو فوق السور الشمالي لهيكل «ستي» الأنيق: «أهمس-نوفريتاري» جالسة على عرش من نضار، و«رمسيس الثاني» مقبل يسوق إليها الهدي، كما يسوقه إلى سائر آلهة «طيبة»، ثم شهدتها في «دراع أبي النجا» في ضريح «آمون مزو» البالغ في لطف الصنعة ومهارة التفنن.
تمثال الملكة مرتدية حلة بيضاء بهيجة يسير في الزورق الكبير، متنقلا فوق البحيرة المقدسة، ويتوارد الذين ألهوا الأميرة؛ ليطلقوا حوله البخور، ويقيموا عنده الصلوات.
وقد ذهبت إلى قبر «كا-سا» الذي كان أحد المريدين بالوادي المقدس، وادي دير المدينة؛ لأملأ ناظري من محاسنها، مصورة بلون أزرق كامل الشبه بلون السماء الصافية في جنح الليل، تلبس البياض كعهدها دائما، وعلى رأسها ريشة الذهب الكبرى، وفي عنقها القلادة المتلألئة الثقيلة في الوزن، على حين يسعى «كا-سا» بين يدي عرشها، مشيرا بعلائم الإجلال.
في كل ناحية من نواحي مدينة طيبة، وبخاصة في دير المدينة، يلقاك رسمها؛ ذلك بأن هذا المكان من جانب هضبة المكاشفة هو الذي قام به من قبل أن يوجد معبد البطالسة بناء مخصص لعبادة ذات ثلاث شعب: للبقرة المقدسة حمى الأموات، ولمظهر تجليها في الأرض الملكة «أهمس»، ولابنها «أمنهوتب الأول».
أولئك الحماة الأعزة لأموات طيبة، كانت لهم الزعامة في المواسم الكبرى لشعائر المآتم.
وفيما حوالي عهد الأسرة التاسعة عشرة، نشأت فرقة المكاشفين الشهيرة.
وتحتوي مقابرهم ذات الصور الرمزية على المعارف الصوفية، التي كان يتضمنها علم اللاهوت في مدينة طيبة.
ولقد شهدت على الجدران في قبر السمكة سلسلة من التصاوير الغريبة، يستخرج منها الرائي ما يبعث العجب، من أفهامهم في تاريخ العالم، وتاريخ القوى الفلكية، ونور البعث والنشور، وفي مناشئ الحركة ومادة الحياة.
هذه التصاوير الأنيقة الصنع، المطيفة بالجدران رمزا لنظريات مستفيضة، متوجهة تهدي التحايا إلى «أمنهوتب» وإلى الملكة الإلهة.
ولهذا التأليه أعجوبة من الأساطير، لا مندوحة من سردها كاملة ها هنا:
Unknown page