وما كان أحسن الاستماع لذلك الملك الكبير يثني على أميرة من سلالته؛ عرفانا لما تركت في الملك من أثر خطير!
وبينما كان القمر يغمرهما بشعاعه، كان يخيل إلي أن قد بعثت حية صفحات من ذلك التاريخ البعيد الفياض بالمفاخر.
إن هذه الأرض التي لم يخلق مثلها في البلاد، قد رفعت من شأن النساء ما لم تعرفه «روما» ولا «أثينا»؛ فهي جعلت منهن كهنة وملكات وآلهة.
أولئك نسوة نهضن بالعظائم، وكن من جوهر تتقاصر الأعناق دونه، وكان لهن فيما حملن من أعباء الحياة نفاذ وكفاية.
ما أرجح وزنهن؛ أولئك اللواتي نزلت على حكمهن عصورهن!
آه! لو أن نساءنا نساء الشرق عرفن كيف يحتفظن بتلك الهمة الأولى، إذن لهان ما نلقى اليوم من الألم الوجيع لكربة الشرق الشاملة.
وإزاء هذه النماذج الماثلة متينة عديدة، تنظم عقدا من عهود منقطعة النظير، قامت صورة التعاسات التي تنوء بها الآن كل واحدة منا، بما كسبت أيدينا، صورة لا يبلغ الوصف ما تثيره من وخز الأسف.
هنالك مرت بنا - كما يومض الشهاب الثاقب - تلك السلسلة الذهبية لربات التاج فيما سلف، يتنازعن غاية الجمال في عزة باهرة، ما بين أوجه ملكات وشخوص أميرات، فملأن باحة الهيكل إذ خطرن بها متعاقبات زينة وجمالا.
شهدتهن يجتزن الغرفة ذات العماد، أولئكن اللواتي كن حلية التاج الشرقي الذي لا تساميه التيجان، أولئكن الجواهر في جيد «مصر»، «وبلاد العرب»، «وفارس»، «والترك»، «والهند» اللواتي رفعن لأوطانهن ذكرا، بما لمع في الخافقين من لآلائهن. وهن: «آه هوتيب»، «أهمس»، «تايا»، «كليوباترا»، «سيميراميس»، «زبيدة»، «صبيحة»، «هاتون»، «نيلوفر»، «ماهبيكار»، «نور مهال»، «قرة العين»، «سلطان جهان»، «جشم آفت» ...
كن يرسلن جميعا إلى أمينتريس ابتسامة، هي الدلالة القدسية الخالدة على الود السماوي.
Unknown page