344

Tawjīh al-naẓar ilā uṣūl al-athar

توجيه النظر إلى أصول الأثر

Editor

عبد الفتاح أبو غدة

Publisher

مكتبة المطبوعات الإسلامية

Edition

الأولى

Publication Year

1416 AH

Publisher Location

حلب

وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ طَالب الحَدِيث فِي زَمَاننَا أَن يبْحَث عَن أَحْوَال الْمُحدث أَولا هَل يعْتَقد الشَّرِيعَة فِي التَّوْحِيد وَهل يلْزم نَفسه طَاعَة الْأَنْبِيَاء وَالرسل فِيمَا أُوحِي إِلَيْهِم وَوَضَعُوا من الشَّرْع
ثمَّ يتَأَمَّل هَل هُوَ صَاحب هوى يَدْعُو النَّاس إِلَى هَوَاهُ فَإِن الدَّاعِي إِلَى الْبِدْعَة لَا يكْتب عَنهُ وَلَا كَرَامَة لإِجْمَاع جمَاعَة من أَئِمَّة الْمُسلمين على تَركه
ثمَّ يتعرف سنه هَل يحْتَمل سَمَاعه عَن شُيُوخه الَّذين يحدث عَنْهُم فقد رَأينَا من الْمَشَايِخ جمَاعَة أخبرونا بسن يقصر عَن لَقِي شُيُوخ حدثوا عَنْهُم
ثمَّ يتَأَمَّل أُصُوله أعتيقة هِيَ أم جَدِيدَة فقد نبغ فِي عصرنا هَذَا جمَاعَة يشْتَرونَ الْكتب فيحدثون بهَا وَجَمَاعَة يَكْتُبُونَ سماعاتهم بخطوطهم فِي كتب عتيقة فِي الْوَقْت فيحدثون بهَا فَمن يسمع مِنْهُم من غير أهل الصَّنْعَة فمعذور بجهله فَأَما أهل الصَّنْعَة إِذا سمعُوا من أَمْثَال هَؤُلَاءِ بعد الْخِبْرَة فَفِيهِ جرحهم وإسقاطهم إِلَى أَن تظهر تَوْبَتهمْ على ان الْجَاهِل بالصنعة لَا يعْذر فَإِنَّهُ يلْزمه السُّؤَال عَمَّا لَا يعرفهُ وعَلى ذَلِك كَانَ السّلف
ذكر الوع الرَّابِع من معرفَة عُلُوم الحَدِيث
النَّوْع الرَّابِع من هَذَا الْعلم معرفَة المسانيد من الْأَحَادِيث وَهَذَا علم كَبِير من هَذِه الْأَنْوَاع لاخْتِلَاف أَئِمَّة الْمُسلمين فِي الِاحْتِجَاج بِغَيْر الْمسند والمسند من الحَدِيث أَن يرويهِ الْمُحدث عَن شيخ يظْهر سَمَاعه مِنْهُ لَيْسَ بجهله وَكَذَلِكَ سَماع شَيْخه من شَيْخه إِلَى رَسُول الله ﷺ
ثمَّ إِن للمسند شَرَائِط غير مَا ذكرنَا مِنْهَا أَن يكون مَوْقُوفا وَلَا مُرْسلا

1 / 396