218

Tawjih Lumac

توجيه اللمع

Investigator

رسالة دكتوراة - كلية اللغة العربية جامعة الأزهر

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

Publisher Location

جمهورية مصر العربية

Genres

قال ابن جني: وتكون تبعيضًا كقولك: أخذت من المال أي: بعضه، وشربت. / من الماء أي: بعضه. وتكون زائدة وهي للتوكيد، قال الله ﷿: ﴿ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم﴾ أي: خير، دخولها كخروجها نحو قولك: ما جاءني من أحد أي: أحد، وما رأيت من أحد، أي: أحدًا. ومعنى إلى: الانتهاء. تقول: خرجت من الكوفة إلى بغداد أي انتهيت السير إلى بغداد. ــ = «لو عملت حروف الجر رفعًا أو نصبًا لم يبن لها أثر، لأن الفعل يعمل ذلك دونها» وهذه الحروف ثلاثة أقسام: الأول: ما يلزمه الحرفية، وهو تسعة أحرف:، من، وإلى، وفى، ورب، والباء، واللام، والواو، والتاء، وحتى. وقسم يكون اسمًا وحرفًا، وهو خمسة: على، وعن، وكاف التشبيه، ومذ، ومنذ. وقسم يكون حرفًا وفعلًا، وهو ثلاثة: حاشا، وخلا، وعدا: ولم يذكر عدا أبو الفتح، وقد روى الجر بها أبو الحسن. وأنا أسوق إليك هذه الحروف واحدًا واحدًا، واذكر نبذًا من أحكامها ومعانيها تفيد الناظر فيها، والله الموفق. أما من: فالمعنى الذي يعمها هو ابتداء الغاية تقول: سرت من البصرة، أي: كان ابتداء مسيري منها، إما من وسطها وإما من ناحية من نواحيها. وإذا قلت: أخذت من زيد، فقد جعلته مبتدأ غاية الأخذ. قل ابن الخباز: وتكون للتبعيض، نحو أخذت من الدراهم، وتعرفها بأنك لو أسقطها. لتناول الفعل جميع الشيء كقولك: أخذت الدراهم. وقال أبو العباس =

1 / 228