404

Al-Taʾwīlāt al-Najmiyya fī al-tafsīr al-ishārī al-ṣūfī

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

" إذا تجلى الله بشيء خضع له "

، { لا يشترون بآيت الله } [آل عمران: 199]؛ أي: بما أوتوا من العلم والحكمة { ثمنا قليلا } [آل عمران: 199]، عرضا من العروض الدنيوية، { أولئك لهم أجرهم } [آل عمران: 199]؛ أي: ثوابهم وجزاؤهم { عند ربهم } [آل عمران: 199]؛ يعني مقام العندية

عند مليك مقتدر

[القمر: 55]، { إن الله سريع الحساب } [آل عمران: 199]؛ أي: يعجل في جزاء أعمالهم يجيب نياتهم؛ ليبلغهم إلى مقاماتهم في القرب قبل وفاتهم، ولا تؤجل إلى بعد وفاتهم،

ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا

[الإسراء: 72]، وقال صلى الله عليه وسلم:

" كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تحشرون ".

ثم أخبر عن أسباب النجاة وأرباب الفلاح بقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } [آل عمران: 200]، إشارة في الآية: إن الفلاح الحقيقي لأهل الإيمان موقوف على هذه الخصال الأربعة، وهي قوله تعالى: { اصبروا } على مجاهدة النفوس بنهيها عن حولها وأمرها بطاعة سيدها ومولاها، { وصابروا } [آل عمران: 200]، على مراقبة القلوب مع التسليم والرضاء بالأحكام الأزلية عند البلاء والابتلاء، { ورابطوا } [آل عمران: 200] مرابطة الأرواح إلى الوصول بالله وبالانقطاع عما سواه، { واتقوا الله } [آل عمران: 200] بمحافظة الأسرار عن الالتفات إلى الأغيار والفناء في الله، { لعلكم تفلحون } [آل عمران: 200]، عن حجب الوجود بالفناء في الله، وتفوزون بالبقاء بالله بتوفيق الله تعالى وجذبات عنايته، فإن العناية الأزلية كفاية الأبدية.

[4 - سورة النساء]

[4.1-5]

Unknown page