363

Al-Taʾwīlāt al-Najmiyya fī al-tafsīr al-ishārī al-ṣūfī

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

[النساء: 65]، قال تعالى: { وإليه يرجعون } [آل عمران: 83]؛ يعني: الكافر والمؤمن يرجع إلى الله تعالى طوعا وكرها، فإن الذي يرجع إليه طوعا؛ فهو الذي يتمسك بمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم أخبر عن سريرته صلى الله عليه وسلم؛ ليتمسك بسيرته بقوله تعالى: { قل آمنا بالله ومآ أنزل علينا } [آل عمران: 84]، إشارة في الآيات: إن الله تعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد مالك وإن لم يعتبر الحال بالقال؛ ليقتدوا بك وليعرفوا دينك آمنا بالله ليلة المعراج إيمانا عيانيا لأبياتنا، وما أنزل علينا حين

فأوحى إلى عبده مآ أوحى

[النجم: 10]، { ومآ أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } [آل عمران: 84]، وأتاني { وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم } [آل عمران: 84]، إيتاء حقيقيا حتى فضلت على الأنبياء بما أوتيت جوامع الكلام وما أوتي أحد قبلي { لا نفرق بين أحد } [آل عمران: 84]؛ أي: لا نفرق بين أحد أنا وأمتي { منهم } [آل عمران: 84]، من الأنبياء بالإيمان لهم { ونحن له مسلمون } [آل عمران: 84]؛ أي: مستسلمون لجميع أوامره ونواهيه وأحكامه وقضائه في الدنيا والآخرة.

[3.85-89]

{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا } [آل عمران: 85]؛ أي: غير الاستسلام الذي هو سير النبي صلى الله عليه وسلم ودينه في المنشط والمكره، وغير تفويضه وتسليمه إلى الله تعالى في حلو قضائه وأمره، { فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } [آل عمران: 85]، الذين خسروا دولة متابعته؛ لينالوا بها مقام المحبوبية ويهتدوا إلى الله به { كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم } [آل عمران: 86]، قد احتجبوا بالصفات الإنسانية والطبائع الحيوانية، عن الأخلاق الربانية بعد أن أمنوا بالله { وشهدوا أن الرسول حق وجآءهم البينات } [آل عمران: 86]، إيمانهم الدلالات الواضحات، وشاهدوا الآيات المعجزات، وكفروا بهذه المنعم، وما عرفوا قدرها وما قاموا بحق شكرها { والله لا يهدي القوم الظالمين } [آل عمران: 86]، الذين أعرضوا عنه وأقبلوا على أهوائهم { أولئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله } [آل عمران: 87]، الطرد والبعد { والملائكة } ، الطعن فيهم، كما قالوا:

أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء

[البقرة: 30]، [آل عمران: 87]، ولعنة { والناس } [آل عمران: 87]، نفرتهم وتباعدهم وتقريعهم ولومهم { أجمعين } [آل عمران: 87]، { خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب } [آل عمران: 88]؛ أي: عذاب الطرد والبعد واللعن { ولا هم ينظرون } [آل عمران: 88]، لحظة من لمحة من العذاب { إلا الذين تابوا من بعد ذلك } [آل عمران: 89]، راجعوا إلى الله وأقبلوا بكليتهم إليه وأعرضوا عما سواه { من بعد ذلك } [آل عمران: 89]، الظلم على أنفسهم، { وأصلحوا } [آل عمران: 89]، أعمالهم وأحوالهم مع الله تعالى { فإن الله غفور رحيم } [آل عمران: 89]، يغفر لهم ذنوبهم ويمحوا عنهم خطاياهم ويستر به عنهم برحمته وكرمه.

[3.90-92]

ثم أخبر عن الإمعان في الكفر بعد الإيمان بقوله تعالى: { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضآلون } [آل عمران: 90]، إشارة في الآيتين: إن الذين ستروا أنوار الأرواح بأستار الصفات البشرية، وحجب الأوصاف الحيوانية بعد إيمانهم بإقرار التوحيد عند الميثاق، إذا قال:

Unknown page