284

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

قال لا أحب الآفلين

[الأنعام: 76]، وأول من أظهر الشوق، وقال:

لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين

[الأنعام: 77]، وأول من أظهر العداوة مع غير المحبوب وقال:

فإنهم عدو لي إلا رب العالمين

[الشعراء: 77]، أول من اشتاق إلى الرب سأل الرؤية وقال: { رب أرني } [البقرة: 260]، ولا تحسبن أن اشتياقه إلى الرب وتعطشه للرؤية، إنما كان وقت سؤال رب أرني، كما قيل شعر:

ولست حديث العهد شوقا لوعة

حديث هواكم في حشاي قديم

فإنه كان برهة من الدهر مستغرقا في هذا البحر؛ ولكن من غاية الحلم والحياء في مقام الصدق والوفاء يراعي حق إجلال العظمة والكبرياء، ومن حفظ أدب الإجلال لا يفتح على نفسه باب السؤال، ويقول: " حسبي من سؤالي علمه بحالي " والله تعالى يرى قلبه وتقلبه والعشق وليسمع تحنثه وتأوهه من الحرقة والشوق، ويشاء تحلمه وتحمله وتخلده إجلالا لمولاه، فيقول الله تعالى:

إن إبراهيم لأواه حليم

Unknown page