214

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

مناي مناكم واختياري رضاكم

وقوله تعالى: { حقا على المتقين } [البقرة: 180]؛ يعني: ما ذكرنا من الوصية بجملتها حق واجب على متقي الشرك الخفي، ولهذا قال تعالى على المتقين وما قال على المسلمين والمؤمنين؛ لأنهم أهل الظواهر، والمتقون هم أهل البواطن، كما قال صلى الله عليه وسلم:

" التقوى هاهنا، وأشار إلى صدره ".

واعلم أن القرآن أنزل لأهل البواطن كما أنزل لأهل الظواهر، والأحكام تحتمل النسخ كما نسخ هذه الآية في الوصية الظاهرة، وباطنة الحكم والحقائق فهي لا تحتمل النسخ أبدا؛ ولهذا قال أهل المعاني: بأن ليس من القرآن شيء منسوخ؛ يعني: وإن دخل النسخ في أحكام ظاهره فلا يدخل في حكم باطنه فيكون أبدا معمولا بالمواعظ والحكم والأسرار والحقائق،

حقا على المتقين

[البقرة: 241]؛ لأنه مخصوص بهداية المتقين كقوله تعالى:

هدى للمتقين

[البقرة: 2]، فحكم الوصية في حقكم غير منسوخ أبدا كقول بعضهم:

ما دمت حيا فإن أمت

يحبك عظم في التراب رميم

Unknown page