Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
" من أحبني قتلته ومن قتلته فأنا ديته "
، وفي قوله تعالى: { الحر بالحر } [البقرة: 178]، إشارة إلى أن في قتلكم قصاص المثل بالمثل، وفي قتلاي لمن له المثل من الأمثل له، فلهذا لا يشبه قصاصي قصاصكم، فإن في قصاصكم موت الرجلين وفناء الشخصين، وفي قصاصي حياة الدارين وبقاء رب الثقلين { فمن عفي له من أخيه شيء } [البقرة: 178]، يشير على أن من عفا له من الأخيار والأصفياء شيء من أنواع البلاء في الابتلاء الذي هو موكل بالأنبياء والأولياء، فإنه معروف من معارف إحسانه وعطف من عواطف امتنانه والواجب على العبد أداء شكره إلى الله بإحسان،
هل جزآء الإحسان إلا الإحسان
[الرحمن: 60] ومن عومل معه يدل البلاء بالنعماء وعوض الشدة بالرخاء { ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك } [البقرة: 178]، الوفاء بملابسة الجفاء وإلقاء جلبات الحياء { فله عذاب أليم } [البقرة: 178]، فإن الكفران عواقبه وخيمة.
[2.179-185]
ثم أخبر عن فوائد القصاص للعوام والخواص بقوله: { ولكم في القصاص حيوة يأولي الألباب لعلكم تتقون } [البقرة: 179]، والإشارة فيها أنها دالة على تحقيق ما ذكرنا أن في قصاصي سعادة الدارين، وإن من قتل بسيف الصدق عن تجلي صفات جلال الحق وأفنى من وجوده فله في القصاص حياة حقيقية؛ لأنه إذا تلف فيه فهو الخلف عنه وحياته به أتم له من بقائه بنفسه، ولهذا اختص بهذا أولي الألباب بقوله تعالى: { ولكم في القصاص حيوة يأولي الألباب لعلكم تتقون } أي: تتقون عن شرك وجودكم ببذل قشر الروح الإنساني عند شهود الجلال الوحداني والجمال الصمداني؛ لتؤيدوا ببيت الروح الرباني لقوله تعالى:
وأيدهم بروح منه
[المجادلة: 22] وتكونوا أولي الألباب لكم حياة هم لب قشر هذه الحياة الإنسانية؛ لقوله تعالى:
فلنحيينه حياة طيبة
[النحل: 97]، وإذا كان الوارث عنكم الله والخلف عنكم الله، فبقاء الخلف خير لكم مما ورد عليه السلف تفهم إن شاء الله تعالى.
Unknown page